أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: يجيء القول بمعنى الظن، ويعمل عمله]

صفحة 65 - الجزء 2

[فصل: يجيء القول بمعنى الظن، ويعمل عمله]

  فصل: تحكى الجملة الفعلية بعد القول، وكذا الاسمية، وسليم يعملونه فيها عمل ظنّ مطلقا، وعليه يروى قوله:

  [١٩٣] -

  تقول هزيز الرّيح مرّت بأثأب


= الفعل الثلاثي، وفي اسم الفاعل قالوا: محب، من الفعل المستعمل الذي هو المزيد فيه.

المعنى: أنت عندي بمنزلة المحب المكرم فلا تظني غير ذلك واقعا.

الإعراب: «ولقد» الواو للقسم، واللام للتأكيد، وقد: حرف تحقيق «نزلت» فعل وفاعل «فلا» ناهية «تظني» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه النون وياء المخاطبة فاعل «غيره» مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف «مني» جار ومجرور متعلق بقوله «نزلت» «بمنزلة» مثله، ومنزلة مضاف، و «المحب» مضاف إليه «المكرم» نعت له.

الشاهد فيه: قوله «فلا تظني غيره» حيث حذف المفعول الثاني اختصارا، وذلك جائز عند جمهرة النحاة خلافا لابن ملكون، والأصل: فلا تظني غيره حاصلا، أو نحو ذلك.

[١٩٣] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

إذا ما جرى شأوين وابتلّ عطفه

والبيت في وصف فرس، وهو من قصيدة لامرئ القيس بن حجر الكندي، وأولها قوله:

خليليّ مرّا بي على أمّ جندب ... لنقضي حاجات الفؤاد المعذّب

اللغة: «شأوين» مثنى شأو - بفتح الشين وسكون الهمزة - وهو الشوط والطلق، تقول:

جرى الفرس شأوا، تريد شوطا، ومنه قالوا: فلان لا يدرك شأوه، يريدون أنه سباق في المكرمات لا يجاريه أحد ولا يباريه «عطفه» بكسر العين وسكون الطاء المهملة - جانبه، وأراد من قوله: «ابتل عطفه» أنه عرق «هزيز الريح» دويها عند هبوبها «أثأب» اسم جنس جمعي واحدته أثأبة، وهي الشجرة، والريح إذا مرت بالشجرة سمعت دويها عاليا.

المعنى: يصف الفرس بأنه سريع الجري شديده يشق الجو شقا، حتى لتظنه عندما يشتد جريه ريحا مرت بشجرة.

الإعراب: «تقول» فعل مضارع بمعنى تظن مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة =