أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في لو

صفحة 200 - الجزء 4

فصل في لو

[ل (لو) ثلاثة أوجه]

ل (لو) ثلاثة أوجه⁣(⁣١):

[الأول: أن تكون مصدرية]

  أحدها: أن تكون مصدريّة⁣(⁣٢)؛ فترادف (أن) وأكثر وقوعها بعد (ودّ)⁣(⁣٣) نحو:


=

لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم ... ليعلم ربّي أنّ بيتي واسع

فأنت تراه قد جاء بجواب القسم المقترن باللام - وهو قوله (ليعلم ربي) - وحذف جواب الشرط، مع أن فعل الشرط - وهو قوله (تك) - فعل مضارع غير منفي بلم، وهو عند جمهور البصريين معدود في ضرورات الشعر.

(١) بل سبعة أوجه؛ الأول: التمني، وسيشير إليه المؤلف في آخر الفصل، ويحمل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ} ومن أمثلته قولك (لو تأتينا فتحدثنا) إذا كان المخاطب ميئوسا من إتيانه أو متعسرا إتيانه عادة، الثاني:

العرض، نحو (لو تنزل عندنا فتصيب خيرا)، الثالث: التحضيض، نحو (لو تأمر فتطاع) الرابع: التقليل، نحو (تصدقوا ولو بظلف محرق)، وقيل: التقليل مستفاد من المقام، والثلاثة الباقية مذكورة في الكتاب.

(٢) أكثر النحويين لم يثبت ورود (لو) مصدرية، وزعم أنها شرطية في نحو قوله تعالى:

{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} وأن مفعول (ودوا) محذوف تقديره: ودوا إدهانك، وإذا لم يوجد في الكلام ما يصلح جوابا كما في قوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} كان الجواب مقدرا أيضا، فكأن أصل الكلام: يود أحدهم التعمير لو يعمر ألف سنة لسره ذلك، ولا يخفى عليك ما في هذا الرأي من التكلف بتقدير المفعول والجواب، وإنما دعاهم إلى هذا أنهم وجدوها تدخل على (أن) في نحو قوله تعالى: {وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً} فظنوا أنها لو كانت مصدرية لما دخلت على حرف مصدري؛ لأن الحرف المصدري لا يدخل على مثله، والخطب في ذلك يسير؛ فإنا نقدر دخول لو على فعل يكون المصدر المنسبك من أن ومصحوبها فاعلا له، وتقدير ذلك في الآية واللّه أعلم، لو ثبت كون أمد بعيد بينها وبينه، وممن ذكر (لو) المصدرية الفراء وأبو علي، ومن المتأخرين التبريزي وأبو البقاء، وتبعهم ابن مالك وابن هشام.

(٣) عبارة ابن مالك في التسهيل عند ذكر الموصولات الحرفية (ص ١٤) (ومنها لو التالية غالبا مفهم تمن) ا ه، وذكر شراح التسهيل في شرح هذه العبارة أن مفهم التمني =