[وفيه ثلاث مسائل:]
[المسألة الثالثة: حذف عين الفعل الثلاثي المضعف]
  المسألة الثالثة: تتعلق بعين الفعل، وذلك أنّ الفعل إذا كان ثلاثيا مكسور العين، وعينه ولامه من جنس واحد، فإنّه يستعمل في حالة إسناده إلى الضمير المتحرك على ثلاثة أوجه: تاما، ومحذوف العين بعد نقل حركتها، ومع ترك النقل، وذلك نحو: ظلّ، تقول: (ظللت، وظلت، وظلت)، وفي ظللن، قال اللّه سبحانه وتعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}(١).
  وإن كان الفعل مضارعا أو أمرا واتصل بنون نسوة، جاز الوجهان الأوّلان نحو: يقررن، ويقرن، واقررن، وقرن.
= عنا ببعدهم «وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا» يريد أنهم كانوا قد وعدوه بدوام الألفة وطول عهد القرب، ولكنهم لم ينجزوا هذا الوعد، بل أخلفوه وعبر عن نفسه بالخطاب تجريدا.
الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «الخليط» اسم إن «أجدوا» أجد: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله «البين» مفعول به لأجدوا، والجملة من الفعل الماضي وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر إن «فانجردوا» الفاء حرف عطف، انجرد: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله «وأخلفوك» الواو عاطفة، أخلف: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله، وكاف المخاطب مفعول أول مبني على الفتح في محل نصب «عد» مفعول ثان، وهو مضاف و «الأمر» مضاف إليه «الذي» اسم موصول نعت للأمر مبني على السكون في محل جر «وعدوا» فعل ماض وفاعله، والجملة لا محل لها صلة الاسم الموصول، والعائد ضمير منصوب بوعد محذوف، وتقدير الكلام، الأمر الذي وعدوه.
الشاهد فيه: «عد الأمر» حيث حذف التاء التي يعوض بها عن فاء المصدر وأصله الأول «وعد» بكسر الواو وسكون العين - فحذف الواو بعد نقل حركتها إلى العين وعوض من هذه الواو تاء التأنيث فصار «عدة» بكسر العين - وحذف تاء التأنيث هو من باب حذف العوض والمعوض عنه، وهو لا يجوز، كما لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض عنه، والجمهور على أن هذا الحذف شاذ سواء أضيف الاسم كما في هذا البيت أم لم يضف، وذهب الفراء إلى أن الاسم إذا أضيف كما في هذا البيت لم يكن بأس بأن تحذف تاء التأنيث، ونظيره قوله تعالى: {أَقامَ الصَّلاةَ}.
(١) سورة الواقعة، الآية: ٦٥.