أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تتعين إن المكسورة في عشرة مواضع]

صفحة 298 - الجزء 1

  أَنْكالًا}⁣(⁣١)، {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً}⁣(⁣٢).

[فصل: تتعين إن المكسورة في عشرة مواضع]

  فصل: تتعيّن «إنّ» المكسورة حيث لا يجوز أن يسدّ المصدر مسدّها ومسدّ معموليها، و «أنّ» المفتوحة حيث يجب ذلك، ويجوزان إن صحّ الاعتباران⁣(⁣٣).


= هذا، وقد يجب أن يتوسط خبر إن أو إحدى أخواتها إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا، وذلك في موضعين، الأول: أن يقترن الاسم بضمير يعود على بعض الخبر، نحو قولك «إن في الدار مالكها» إذ لو قدمت الاسم في هذه الحال لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وذلك لا يجوز، والموضع الثاني: أن يقترن الاسم بلام الابتداء، نحو قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً} وقوله جلت كلمته {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ}.

وقد يجب أن يتأخر الخبر مع كونه جارا ومجرورا، وذلك فيما اقترنت بهذا الخبر لام الابتداء، نحو قوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

فتلخص لك من هذا الكلام أن خبر إن إذا كان جارا ومجرورا أو ظرفا له ثلاثة أحوال:

وجوب التأخر، ووجوب التوسط، وجواز الأمرين التأخر والتوسط.

(١) سورة المزمل، الآية: ١٢.

(٢) سورة النازعات، الآية: ٢٦.

(٣) أنت تعلم أن «أن» المفتوحة الهمزة تؤول مع ما بعدها بمصدر. وهذا المصدر اسم مفرد يحتاج إلى ما يتم به كلام مفيد، بخلاف «إن» المكسورة الهمزة فإنها مع ما بعدها جملة تؤدي كلاما مفيدا، ومن أجل هذا وجب في أن المفتوحة الهمزة أن يسبقها ما يطلبها، وههنا أمران أحب أن أنبهك إليهما، الأول: أن المصدر المنسبك من «أن» المفتوحة ومعموليها هو مصدر خبرها إن كان مشتقا مضافا إلى اسمها، وهو مصدر كان مضافا إلى اسمها، ثم يكون خبر هذا المصدر هو خبر الكون، إذا كان جامدا، فنحو «يسرني أنك مجتهد» يكون التقدير: يسرني اجتهادك، ونحو «يسرني أنك أسد» يكون التقدير:

يسرني كونك أسدا. والأمر الثاني: أن كل موضع يحتاج فيه ما قبل «أن» إلى مفرد ولا يجوز في صناعة الإعراب أن يكون جملة فإن همزة «أن» تكون مفتوحة، وكل موضع يحتاج فيه قبل «أن» إلى جملة ولا يجوز في صناعة الإعراب أن يكون مفردا تكون همزة «إن» مكسورة، وكل موضع يجوز فيه الوجهان يصح فيه فتح الهمزة وكسرها.

فالفاعل ونائبه والمبتدأ والمجرور بالحرف والمضاف إليه - إذا لم يكن المضاف مما اختص بالإضافة إلى الجمل - كل هذه لا تكون إلّا مفردات، وكذلك المعطوف على واحد من هذه الأشياء، والبدل من واحد منها، فمن أجل ذلك وجب إذا وقعت «إن» =