أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الحال نوعان وتعريف الحال المؤسسة - ه تذكير لفظ الحال وتأنيثه، وما يترتب على ذلك]

صفحة 257 - الجزء 2

[المستثنى بحاشا]

  فصل: والمستثنى ب «حاشا» عند سيبويه مجرور لا غير، وسمع غيره النصب⁣(⁣١)، كقوله: «اللهم اغفر لي ولمن يسمع، حاشا الشّيطان وأبا الأصبغ».

  والكلام في موضعها جارة وناصبة وفي فاعلها كالكلام في أختيها.

  ولا يجوز دخول «ما»⁣(⁣٢) عليها، خلافا لبعضهم، ولا دخول «إلا» خلافا للكسائي.

هذا باب الحال⁣(⁣٣)

  [الحال نوعان وتعريف الحال المؤسسة - هـ تذكير لفظ الحال وتأنيثه، وما يترتب على ذلك]

  الحال نوعان: مؤكّدة، وستأتي، ومؤسّسة، وهي: وصف، فضلة، مذكور


= هشام في مغني اللبيب، وعلل ذلك بأن القول بزيادة (ما) إما أن يكونوا قد قالوه بالقياس، وإما أن يكونوا قد قالوه مستندين إلى السماع، فإن كانوا قد قالوه قياسا فذلك القياس خطأ، لأن (ما) تزاد مع حرف الجر بوقوعها بعد الحرف كما زيدت مع عن في قوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ} وكما زيدت مع الباء في قوله سبحانه {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} فأما زيادة (ما) قبل الحرف مثل ما هنا فليس له نظير، وإن كانوا قد قالوه سماعا فهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه.

(١) الذين رووا النصب بعد (حاشا) هم أبو زيد والفراء والأخفش والشيباني وابن خروف، وأجازه الجرمي والمازني والمبرد والزجاج وابن مالك.

(٢) قد دخلت عليها (ما) في قول الأخطل التغلبي:

رأيت النّاس ما حاشا قريشا ... فإنّا نحن أفضلهم فعالا

(٣) اعلم أن لفظ الحال يذكر فيقال (حال) ويؤنث فيقال (حالة) بالتاء، وأن معناه قد يذكر، فيعود الضمير عليه مذكرا، ويسند إليه الفعل الماضي بغير تاء، ويشار إليه باسم الإشارة الموضوع للمذكر، ويوصف بما يوصف به المذكر، وغير ذلك مما لا يعسر عليك استقصاؤه، وقد يؤنث معناه، فيعود الضمير عليه مؤنثا، ويسند إليه الفعل الماضي مقترنا بتاء التأنيث، ويشار إليه باسم الإشارة الموضوع للمؤنث، ويوصف بما يوصف به المؤنث، ومن شواهد تذكير لفظ الحال قول الشاعر:

إذا أعجبتك الدّهر حال من امرئ ... فدعه وواكل أمره واللّياليا

ومن شواهد تأنيث لفظها قول الفرزدق: =