فصل في إبدال الطاء
فصل في إبدال الطّاء
  تبدل وجوبا من تاء الافتعال الذي فاؤه صاد أو ضاد أو طاء أو ظاء، وتسمى أحرف الإطباق، تقول في افتعل من صبر: اصطبر، ولا تدغم؛ لأنّ الصّفيريّ لا يدغم إلّا في مثله، ومن ضرب: اضطرب، ولا تدغم؛ لأنّ الضاد حرف مستطيل، ومن طهر: اططهر، ثم يجب الإدغام، لاجتماع المثلين في كلمة، وأولهما ساكن ومن ظلم: اظطلم، ثم لك ثلاثة أوجه: الإظهار، والإدغام مع إبدال الأول من جنس الثاني، ومع عكسه، وقد روي بهن قوله:
  [٥٧٦] -
  هو الجواد الّذي يعطيك نائله ... عفوا، ويظلم أحيانا فيظّلم
[٥٧٦] - هذا بيت من البسيط، وهو من قول زهير بن أبي سلمى المزني في هرم بن سنان.
اللغة: «يظلم» بالبناء للمجهول - معناه يظلمه الناس، والمراد أنهم يحملونه مغارمهم «يظلم» معناه يقبل الظلم، لكن لا ضعفا ولا استكانة، ويروى «فيظطلم» بإظهار الحرفين «فيطلم» بالطاء المهملة مشددة، و «فيظلم» بالظاء المعجمة مشددة.
الإعراب: «هو» ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع «الجواد» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «الذي» نعت للجواد مبني على السكون في محل رفع «يعطيك» يعطي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وكاف المخاطب مفعول أول مبني على الفتح في محل نصب «نائله» نائل: مفعول ثان ليعطي، ونائل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، وجملة يعطي وفاعله ومفعوليه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول «عفوا» مفعول مطلق عامله يعطي، وأصله صفة لمصدر محذوف، وتقدير الكلام: إعطاء عفوا «ويظلم» الواو حرف عطف، يظلم: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الممدوح «أحيانا» ظرف زمان منصوب بيظلم «فيظلم» الفاء حرف عطف، يظلم: معطوف بالفاء على يظلم المبني للمجهول، مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «فيظلم» وأصله الأصيل فيظتلم، فالظاء فاء الكلمة، والتاء حرف زائد هي تاء الافتعال، فقلبت التاء طاء، فصار فيظطلم - بظاء معجمة فطاء مهملة - ثم من العرب من يبقي الظاء المعجمة بحالها والطاء المهملة بحالها، ومنهم من يقلب =