أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أجاز الكوفيون ترخيم ذي الإضافة بحذف عجز المضاف إليه]

صفحة 53 - الجزء 4

  الأعمى: (يا إنسانا خذ بيدي) وقولك (يا لجعفر) و (وا جعفراه) و (يا أمير المؤمنين) و (يا تأبّط شرّا).

[أجاز الكوفيون ترخيم ذي الإضافة بحذف عجز المضاف إليه]

  وعن الكوفيين إجازة ترخيم ذي الإضافة بحذف عجز المضاف إليه، تمسّكا بنحو قوله:

  [٤٥١] -

  أبا عرو لا تبعد فكلّ ابن حرّة


= وذهب ابن عصفور إلى أنه يجوز ترخيم المستغاث إذا لم يكن مقرونا بلام الاستغاثة كالبيت الثاني، وفي البيت الثاني هذا شذوذ من جهتين عند الجمهور، إحداهما استعمال الهمزة في نداء المستغاث، وثانيتهما ترخيمه.

[٤٥١] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وما أنشده المؤلف هنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

سيدعوه داعي ميتة فيجيب

اللغة: (لا تبعد) أراد لا تهلك، وانظر شرح الشاهد رقم ٣٩٦ لمعرفة استعمالات هذه الكلمة (ابن حرة) يكنى بهذه الكلمة عن الرجل الكريم، ومن كلامهم (ابن الأمة، ما الأمة) (سيدعوه داعي ميتة) يريد أنه سيصيبه الموت بسبب من أسباب الموت الكثيرة.

الإعراب: (أبا) منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف و (عرو) مضاف إليه (لا) حرف دعاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تبعد) فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون (فكل) الفاء حرف دال على التعليل، كل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (ابن) مضاف إليه، و (حرة) مضاف إليه (سيدعوه) سيدعو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو (داعي) فاعل سيدعو مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وداعي مضاف و (ميتة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ (فيجيب) الفاء حرف عطف، ويجيب: فعل مضارع معطوف بالفاء على سيدعو مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ابن حرة.

الشاهد فيه: قوله (أبا عرو) حيث حذف عجز ما أضيف إليه المنادى للترخيم، وهو حذف جائز عند الكوفيين، وأصله على هذا (يا أبا عروة) والبصريون لا يجيزون ترخيم المنادى المركب. =