أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تبدل الهمزة واوا أو ياء في بابين]

صفحة 341 - الجزء 4

  فأبدلت الهمزة ياء؛ فصار خطايا بعد خمسة أعمال.

  ومثال ما لامه ياء أصلية قضايا، أصلها قضايي - بياءين الأولى: ياء فعيلة، والثانية: لام قضيّة - ثم أبدلت الأولى همزة كما في صحائف، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة، ثمّ قلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة ياء، فصار قضايا بعد أربعة أعمال.

  ومثال ما لامه واو قلبت في المفرد ياء مطيّة؛ فإنّ أصلها مطيوة فعيلة من المطا، وهو الظّهر، ثم أبدلت الواو ياء، ثم أدغمت الياء فيها، وذلك على حد الإبدال والإدغام في سيود وميوت؛ إذ قيل فيه: سيّد وميّت، وجمعها مطايا، وأصلها مطايو، ثم قلبت الواو ياء لتطرّفها بعد الكسرة، كما في الغازي والدّاعي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما في صحائف، ثم أبدلت الكسرة فتحة، ثم الياء ألفا، ثم الهمزة ياء؛ فصار مطايا بعد خمسة أعمال.

  ومثال ما لامه واو سلمت في الواحد: هراوة وهراوى، وذلك أنّا قلبنا ألف هراوة في الجمع همزة على حدّ القلب في رسالة ورسائل، ثم أبدلنا الواو ياء لتطرفها بعد الكسرة، ثم فتحنا الكسرة فانقلبت الياء ألفا، ثم قلبنا الهمزة واوا، فصار هراوى بعد خمسة أعمال أيضا.

الباب الثاني باب الهمزتين الملتقيتين في كلمة

  والذي يبدل منهما أبدا هو الثانية، لا الأولى؛ لأنّ إفراط الثّقل بالثانية حصل، فلا تخلو الهمزتان المذكورتان من أن تكون الأولى متحركة والثانية ساكنة، أو بالعكس، أو يكونا متحركتين.

  فإن كانت الأولى متحرّكة، والثانية ساكنة، أبدلت الثانية حرف علّة من جنس حركة الأولى، فتبدل ألفا بعد الفتحة، نحو: آمنت، ومنه قول عائشة رضي اللّه تعالى عنها: «وكان يأمرني أن آتزر» وهو بهمزة فألف، وعوامّ المحدثين يحرفونه فيقرؤونه بألف وتاء مشددة، ولا وجه له؛ لأنّه افتعل من الإزار ففاؤه همزة ساكنة بعد همزة