[فصل: وجازم الفعل نوعان:]
  ويكثر (لا أخرج) و (لا نخرج) لأنّ المنهيّ غير المتكلم(١).
[الثاني: اللام الطلبية أمرا أو دعاء]
  واللام الطلبية، أمرا كانت نحو: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ}(٢)، أو دعاء نحو: {لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ}(٣)، وجزمها فعلي المتكلم مبنيين للفاعل قليل، نحو: «قوموا فلأصل لكم» و {وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ}(٤)، وأقلّ منه جزمها فعل الفاعل المخاطب، نحو:
  {فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}(٥)، في قراءة(٦)، ونحو: «لتأخذوا مصافّكم»(٧)، والأكثر الاستغناء عن هذا بفعل الأمر(٨).
[الثالث والرابع: لم، ولما يشتركان في سته أسماء]
  و (لم) و (لمّا) ويشتركان في: الحرفيّة، والنفي، والجزم، والقلب للمضي(٩).
= مصدرية ظرفية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (دام) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (فيها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر دام تقدم على اسمه (الجراضم) اسم دام تأخر عن خبره مرفوع بالضمة الظاهرة، وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة اسم زمان ينتصب بقوله نعد، وتقدير الكلام: فلا نعد مدة دوام الجراضم فيها.
الشاهد فيه: قوله؛ (فلا نعد) حيث جزم فعل المتكلم المبني للمعلوم بلا الناهية أو الدعائية، وذلك قليل.
(١) وذلك لأن الأصل (لا يخرجني أحد) ببناء الفعل للمعلوم، وفاعله هو أحد وياء المتكلم مفعول به، فحذف الفاعل، وبني الفعل للمجهول، وجعل المفعول فاعلا، فاستتر وجوبا.
(٢) سورة الطلاق، الآية: ٧.
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٧٧.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ١٢.
(٥) سورة يونس، الآية: ٥٨.
(٦) هذه قراءة عثمان، وأبيّ، وأنس، وزيد.
(٧) نظير ذلك قول الشاعر:
لتقم أنت يا بن خير قريش ... كي لتقضى حوائج المسلمينا
(٨) ذكر الزجاج أن جزم فعل المخاطب بلام الأمر لغة جيدة، ونحن إلى ما ذكره الزجاج أميل، لوروده في الحديث الصحيح وفي قراءة جماعة من أعلام الصحابة.
(٩) بقي مما تشترك فيه لم ولما شيئان: أحدهما اختصاصهما بالدخول على الفعل المضارع، وثانيهما جواز دخول همزة الاستفهام على كل منهما.