أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الحال ضربان:]

صفحة 299 - الجزء 2

[فصل: الحال ضربان:]

فصل: الحال ضربان:

  مؤسّسة، وهي: التي لا يستفاد معناها بدونها، ك «جاء زيد راكبا» وقد مضت.

[الحال المؤكدة]

  ومؤكّدة⁣(⁣١): إما لعاملها لفظا ومعنى، نحو: {وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}⁣(⁣٢)، وقوله:

  [٢٧٩] -

  أصخ مصيخا لمن أبدى نصيحته


=

وقد شفّني ألّا يزال يروعني ... خيالك إمّا طارقا أو مغاديا

طارقا: آتيا في الليل، من الطروق وهو الإتيان ليلا، ومغاديا: آتيا في وقت الغداة.

والموضع الثاني: أن يقع بعد (لا) نحو قولك (رأيت عليا لا خانعا ولا غاضبا).

ولا يجيء الحال في أحد هذين الموضعين غير متعدد إلا لضرورة الشعر، مثل مجيئه غير متعدد بعد (لا) في قول الشاعر:

قهرت العدى لا مستعينا بعصبة ... ولكن بأنواع الخديعة والمكر

(١) هذا الذي ذكره المؤلف - من أن الحال تنقسم إلى مؤسسة وهي التي لا يستفاد معناها من الكلام المتقدم عليها، ومؤكدة وهي التي يستفاد معناها مما سبقها إما من عاملها وإما من جملة قبلها - هو مذهب جمهور النحاة، وذهب الفراء والمبرد والسهيلي إلى أن الحال لا تكون إلا مؤسسة، وأنكروا ما ظنه الجمهور مؤكدة لعاملها، وتأولوا الأمثلة حتى جعلوها من أمثلة المؤسسة، ولم يتعرضوا لإنكار المؤكدة لصاحبها، لأن المتقدمين من النحاة لم يعرفوها؛ فلهذا لم يتعرضوا لها.

(٢) سورة النساء، الآية: ٧٩.

[٢٧٩] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وهذا الذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

والزم توقّي خلط الجدّ باللّعب

اللغة: (أصخ) فعل أمر مأخوذ من الإصاخة، وهي الاستماع، و (مصيخا) اسم فاعل منه، تقول: أصاخ فلان إلى كلام فلان يصيخ إصاخة، تريد استمع يستمع استماعا، وقال الشاعر:

يصيخ للنّبأة أسماعه ... إصاخة المنشد للنّاشد

(أبدى) أظهر وأعلن (نصيحته) النصيحة: الإرشاد إلى الخير، تقول: نصحته، =