[فصل: وتخفف أن المفتوحة فيبقى عملها]
  وأندر منه كونه لا ماضيا ولا ناسخا كقوله: «إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه»(١)
[فصل: وتخفف أن المفتوحة فيبقى عملها]
  فصل: وتخفّف «أنّ» المفتوحة فيبقى العمل، ولكن يجب في اسمها كونه مضمرا محذوفا، فأما قوله:
  [١٤٨] -
  بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الثّمالا
= المعروف من مذهب الكوفيين - وهو الذي ذكره المؤلف نفسه في مغني اللبيب - أنهم لا يجوزون تخفيف إن المؤكدة، وأنهم يحملون ما ظنه البصريون في تخفيفها على أن «إن» نافية، واللام الواقعة بعدها استثنائية بمعنى إلّا، فمعنى «إن قام لأنا» هو عين معنى «ما قام إلا أنا»، والتحقيق أن الكوفيين يجيزون هذا التعبير، لكن على وجه آخر هو ما ذكرناه، لا على الوجه الذي ذهب إليه البصريون.
هذا، ومما وقع فيه بعد إن فعل ماض غير ناسخ قراءة ابن مسعود «إن لبثتم لقليلا» وقول امرأة من العرب «والذي يحلف به إن جاء لخاطبا».
(١) ومجيء المضارع غير الناسخ بعد إن المخففة شاذ لا يقاس عليه، بإجماع من النحاة على ذلك.
وقد تلخص لك من هذا الكلام أن وقوع اللام بعد إن المخففة من الثقيلة على ثلاثة أضرب:
الأول: واجب، وذلك في حال إهمالها وكون اسمها وخبرها مفردين نحو «إن زيد لقائم» وقد قال ابن مالك في شأن هذا الضرب «وتلزم اللام إذا ما تهمل».
الثاني: ممتنع، وذلك إذا كان خبرها مما لا تلحقه اللام، نحو «إن زيد لن يقوم».
والثالث: ما يجوز فيه ذكرها وحذفها، وذلك فيما لو أعملت نحو «إن زيدا قائم» ويجوز «إن زيدا لقائم».
[١٤٨] - هذا بيت من المتقارب، تقوله جنوب بنت العجلان بن عامر الهذلية، ترثي أخاها عمرا الملقب «ذا الكلب» ولجنوب هذه فيه مراث عديدة، والنحاة يستشهدون بأبيات من مراثيها فيه، وفي ابن عقيل سوى هذا البيت بيت من مرثية منهن (انظر الشاهد ٢٢ فيه)، وقوم ينسبون بيت الشاهد لعمرة بنت العجلان أختها، والصواب ما ذكرناه أولا.
اللغة: «بأنك ربيع» هذه الباء متعلقة بقولها «علم» في بيت سابق، وهو قولها:
لقد علم الضّيف والمرملون ... إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا
=