أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: لغة من ينتظر، ولغة من لا ينتظر]

صفحة 61 - الجزء 4

  وإمّا كلمة وحرف، وذلك في (اثنا عشر) تقول: (يا اثن)؛ لأنّ عشر في موضع النون؛ فنزلت هي والألف منزلة الزيادة في (اثنان) علما.

[فصل: لغة من ينتظر، ولغة من لا ينتظر]

  فصل: الأكثر أن ينوى المحذوف، فلا يغيّر ما بقي؛ تقول في جعفر: (يا جعف) بالفتح، وفي حارث: (يا حار⁣(⁣١)) بالكسر، وفي منصور: (يا منص) بتلك الضمّة، وفي هرقل (يا هرق) بالسّكون، وفي ثمود، وعلاوة، وكروان: (يا ثمو، ويا علا، ويا كرو).

  ويجوز أن لا ينوى فيجعل الباقي كأنّه آخر الاسم في أصل الوضع؛ فتقول: (يا جعف، ويا حار، يا هرق) بالضم فيهن، وكذلك تقول: (يا منص) بضمة حادثة للبناء، وتقول (يا ثمي) بإبدال الضمة كسرة، والواو ياء، كما تقول في جرو، ودلو:

  الأجري، والأدلي؛ لأنّه ليس في العربية اسم معرب آخره واو لازمة مضموم ما قبلها، وخرج بالاسم الفعل نحو: (يدعو) وبالمعرب المبنيّ نحو: (هو)، وبذكر الضم نحو: (دلو وغزو) وباللّزوم نحو: (هذا أبوك)، وتقول: (يا علاء) بإبدال الواو


(١) ومنه قول الشاعر:

يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك

ومن ذلك قول مهلهل:

يا حار لا تجهل على أشياخنا ... إنّا ذوو السّورات والأحلام

ومن ذلك قول امرئ القيس في رواية سيبويه:

أحار ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيّ مكلّل

ومن ذلك قول حسان بن ثابت:

يا حار من يغدر بذمّة جاره ... منكم فإنّ محمدا لم يغدر

ومثله قولهم في ترخيم مالك (يا مال) وفي ترخيم عامر (يا عام) بكسر آخرهما في نحو قول الأسود بن يعفر:

وهذا ردائي عنده يستعيره ... ليسلبني نفسي أمال بن حنظل

يريد (يا مالك بن حنظلة) فحذف الكاف من مالك وحذف التاء من (حنظلة) وليس منادى.