أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: العطف على اسم لا مع تكرارها]

صفحة 15 - الجزء 2

  وقيل: تركيب الاسم مع الحرف كخمسة عشر.

  وأما المضاف وشبهه فمعربان، والمراد بشبهه: ما اتّصل به شيء من تمام معناه⁣(⁣١)، نحو: «لا قبيحا فعله محمود، ولا طالعا جبلا حاضر، ولا خيرا من زيد عندنا».

[فصل: العطف على اسم لا مع تكرارها]

  فصل: ولك في نحو: «لا حول ولا قوة إلا بالله» خمسة أوجه:

  أحدها: فتحهما، وهو الأصل، نحو: {لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ}⁣(⁣٢) في قراءة ابن كثير، وأبي عمرو.


= حرف جر زائد «سبيل» اسم لا النافية للجنس، مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «إلى هند» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا النافية للجنس، أو يتعلق بمحذوف صفة لاسم لا ويكون خبرها محذوفا.

الشاهد فيه: «قوله ألا لا من سبيل» حيث ظهرت «من» بعد «لا» فدل ذلك على أن الاسم إذا لم تذكر معه «من» فهو متضمن إياها. وهذا الرأي هو الذي اختاره ابن عصفور، وعلله بأن تركيب الاسم مع الحرف قليل، أما البناء لتضمن معنى الحرف فكثير، قال الشيخ خالد الأزهري «واعترضه ابن الضائع بأن المتضمن لمعنى من إنما هو لا نفسها لا الاسم بعدها» اه، قال الدنوشري: «هذا الاعتراض ساقط لأن الاستغراق الذي هو معنى من معناه الشمول، ولا شك أن ذلك مدلول للنكرة لأنها في سياق النفي للعموم» اه، والذي ذكره الدنوشري | هو المعقول؛ لأنه لا معنى لما قاله ابن الضائع.

(١) مثل المؤلف بثلاثة أمثلة ليشير إلى أن ما اتصل باسم لا قد يكون مرفوعا به كالمثال الأول، وقد يكون منصوبا به كالمثال الثاني، وقد يكون مجرورا بحرف جر يتعلق به كالمثال الثالث، وقد بقي رابع وهو أن يكون معطوفا عليه نحو «لا ثلاثة وثلاثين».

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٥٤. ومثل هذه الآية الكريمة في فتح الاسمين قول الشاعر (وهو الشاهد ١٥٨ السابق):

يحشر النّاس لا بنين ولا آ ... باء إلّا وقد عنتهم شؤون

=