[رأي سيبويه في ترخيم المركب الإسنادي]
[رأي سيبويه في ترخيم المركب الإسنادي]
  وزعم ابن مالك: أنّه قد يرخّم ذو الإسناد، وأنّ عمرا نقل ذلك(١)، وعمرو هذا هو إمام النحويين | وسيبويه لقبه، وكنيته أبو بشر.
[يرخم الاسم المختوم بتاء التأنيث مطلقا]
  ثم إن كان المنادى مختوما بتاء التّأنيث جاز ترخيمه مطلقا(٢)، فتقول في هبة
= ومثل بيت الشاهد قول زهير بن أبي سلمى المزني:
خذوا حظّكم يا آل عكرم، واذكروا ... أواصرنا، والرّحم بالغيب تذكر
فإنه أراد أن يقول (يا آل عكرمة) فحذف التاء من المضاف إليه.
ومن الشعراء من رخم المركب الإضافي بحذف المضاف إليه كله، وذلك كقول عدي بن زيد:
يا عبد هل تذكرني ساعة ... في موكب أو رائدا للقنيص
والأصل (يا عبد هند) فحذف المضاف إليه كله.
(١) قال ابن مالك في الألفية:
والعجز احذف من مركّب، وقل ... ترخيم جملة، وذا عمرو نقل
وقال في شرح التسهيل (ونص - يعني سيبويه - في باب النسب على أن من العرب من يرخمه فيقول في تأبط شرا: يا تأبط، ورتب على ترخيمه النسب إليه) قال: (ولا خلاف في النسب إليه) وحاصل الحديث في هذا الموضوع أن لسيبويه نصين متعارضين في ترخيم العلم المحكي الذي أصله جملة، نص يقتضي منع ترخيمه، وقد ورد هذا النص في باب الترخيم، وهو (واعلم أن الحكاية لا ترخم لأنك تريد أن ترخم غير منادى وليس مما يغيره النداء) اه. ونص يدل على أنه قد ورد عن العرب ترخيم مثل ذلك، وقد ورد هذا النص في باب النسب، ويسميه سيبويه باب الإضافة، وهو (فإذا التفت إلى الحكاية حذفت وتركت الصدر، بمنزلة عبد القيس وخمس عشرة، فلزمه الحذف كما لزمهما، وذلك قولك في تأبط شرا: تأبطي، ويدل على ذلك أن من العرب من يفرد فيقول: يا تأبط أقبل، فيجعل الأول مفردا، فكذلك يفرده في الإضافة يعني في النسب) اه، والذي يتجه لي أن حكايته عن العرب لم تقم عنده دليلا على تجويز ترخيمه، فكم من العبارات قد حكاها ولم يقل بمقتضاها، لأنه رآها ضعيفة لا تجري على المهيع المطرد في كلامهم.
(٢) أراد من الإطلاق هنا أنه يستوي في ذي التاء كونه علما مثل فاطمة وكونه نكرة مقصودة كجارية، كما يستوي فيه أن يكون على ثلاثة أحرف غير التاء وأن يكون على أقل من الثلاثة كهبة علما، وقد ورد ترخيم ذي التاء وهو علم مؤنث في قول امرئ القيس: =