[فصل: لبعض المفاعيل الأصالة في التقدم على بعض]
  هُوَ}(١)، ونحو: {أَ وَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ}(٢)، ونحو: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}(٣)، أي بأنه، ومن أن جاءكم، ولكيلا، وذلك إذا قدّرت «كي» مصدرية، وأهمل النحويون هنا ذكر «كي»، واشترط ابن مالك في أنّ وأن أمن اللّبس؛ فمنع الحذف في نحو: «رغبت في أن تفعل» أو «عن أن تفعل» لإشكال المراد بعد الحذف، ويشكل عليه: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}(٤)، فحذف الحرف مع أن المفسّرين اختلفوا في المراد.
[فصل: لبعض المفاعيل الأصالة في التقدم على بعض]
  فصل: لبعض المفاعيل الأصالة في التقدم على بعض: إما بكونه مبتدأ في الأصل، أو فاعلا في المعنى، أو مسرّحا لفظا أو تقديرا(٥)، والآخر مقيد لفظا أو تقديرا، وذلك ك «زيدا» في: «ظننت زيدا قائما» و «أعطيت زيدا درهما» و «اخترت زيدا القوم»(٦)، أو «من القوم».
  ثم قد يجب الأصل، كما إذا خيف اللّبس(٧)، ك «أعطيت زيدا عمرا» أو كان
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٨.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٦٣.
(٣) سورة الحشر، الآية: ٧.
(٤) سورة النساء، الآية: ١٢٧.
(٥) مسرّحا: أي غير مقيد بحرف من حروف الجر.
(٦) من ذلك قوله تعالى: {وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} وقول الفرزدق همام بن غالب:
ومنّا الّذي اختير الرّجال سماحة ... وخيرا إذا هبّ الرّياح الزّعازع
(٧) تعين في المثال الأول أن يكون المقدم هو المفعول الأول لأن كل واحد من المفعولين يصح أن يكون آخذا كما يصح أن يكون مأخوذا، فدفعا لالتباس الآخذ بالمأخوذ التزموا تقديم الأول، وفي المثال الثاني لما كان المحصور يجب أن يكون متأخرا وكان القصد أن يكون المفعول الثاني محصورا فقد وجب تقديم الأول، وفي المثال الثالث لما كان المفعول الأول ضميرا وكان الأصل أنه متى أمكن المجيء بالضمير متصلا لا يعدل إلى انفصاله إلا في مسائل معدودة وليس هذا منها أوجبنا تقديم المفعول الأول لنأتي به متصلا.