[إبدال الضمير من الظاهر وعكسه]
[إبدال الضمير من الظاهر وعكسه]
  ولا يبدل مضمر من ظاهر، ونحو: (رأيت زيدا إيّاه) من وضع النّحويين، وليس بمسموع.
  ويجوز عكسه: مطلقا(١) إن كان الضّمير لغائب، نحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}(٢) في أحد الأوجه(٣)، أو كان لحاضر بشرط أن يكون بدل بعض، ك (أعجبتني وجهك) وقوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}(٤)، أو بدل اشتمال، ك (أعجبتني كلامك) وقول الشاعر:
  [٤٢٨] -
  بلغنا السّماء مجدنا وسناؤنا
(١) المراد بالإطلاق في هذا الموضع أن جميع أنواع البدل سواء.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٣.
(٣) وفي الآية وجهان آخران؛ أن يكون (الذين) مبتدأ مؤخرا، وجملة (أسروا النجوى) فعل وفاعل ومفعول في محل رفع خبر مقدم، وثانيهما: أن يكون (أسروا) فعلا والواو معه علامة على جمع الفاعل، و (الذين) فاعله، وهي اللغة المعروفة بلغة (أكلوني البراغيث) وارجع إلى بيان ذلك في باب الفاعل.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٢١. وزعم الأخفش أنه بدل كل من كل ونظير الآية الكريمة في إبدال الظاهر من الضمير بدل بعض من كل قول الراجز:
أوعدني بالسّجن والأداهم ... رجلي، فرجلي شثنة المناسم
فإن قوله: (رجلي) بدل بعض من كل، والمبدل منه هو ياء المتكلم الواقعة مفعولا به في قوله: (أوعدني).
[٤٢٨] - هذا الشاهد من كلمة لأبي ليلى النابغة الجعدي، أنشدها بين يدي حضرة النبي ﷺ، والذي أنشده المؤلف منه هو صدر بيت من الطويل وعجزه قوله:
وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
اللغة: (بلغنا السماء) أي وصلنا إلى السماء، وهذه كناية عن ارتفاع القدر وعلو المنزلة (مجدنا) المجد - بفتح الميم وسكون الجيم - كرم الآباء (سناؤنا) السناء - بفتح أوله ممدودا - الشرف والرفعة وعلو المنزلة (لنرجو) أي نترقب ونأمل (مظهر) مصدر ميمي أو اسم مكان - ومعناه المصعد.
المعنى: وصف قومه بأنهم قد بلغوا الغاية التي يأملها المؤمل من ارتفاع الأقدار وسمو =