أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[إبدال الضمير من الظاهر وعكسه]

صفحة 360 - الجزء 3

[إبدال الضمير من الظاهر وعكسه]

  ولا يبدل مضمر من ظاهر، ونحو: (رأيت زيدا إيّاه) من وضع النّحويين، وليس بمسموع.

  ويجوز عكسه: مطلقا⁣(⁣١) إن كان الضّمير لغائب، نحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣(⁣٢) في أحد الأوجه⁣(⁣٣)، أو كان لحاضر بشرط أن يكون بدل بعض، ك (أعجبتني وجهك) وقوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}⁣(⁣٤)، أو بدل اشتمال، ك (أعجبتني كلامك) وقول الشاعر:

  [٤٢٨] -

  بلغنا السّماء مجدنا وسناؤنا


(١) المراد بالإطلاق في هذا الموضع أن جميع أنواع البدل سواء.

(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٣.

(٣) وفي الآية وجهان آخران؛ أن يكون (الذين) مبتدأ مؤخرا، وجملة (أسروا النجوى) فعل وفاعل ومفعول في محل رفع خبر مقدم، وثانيهما: أن يكون (أسروا) فعلا والواو معه علامة على جمع الفاعل، و (الذين) فاعله، وهي اللغة المعروفة بلغة (أكلوني البراغيث) وارجع إلى بيان ذلك في باب الفاعل.

(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٢١. وزعم الأخفش أنه بدل كل من كل ونظير الآية الكريمة في إبدال الظاهر من الضمير بدل بعض من كل قول الراجز:

أوعدني بالسّجن والأداهم ... رجلي، فرجلي شثنة المناسم

فإن قوله: (رجلي) بدل بعض من كل، والمبدل منه هو ياء المتكلم الواقعة مفعولا به في قوله: (أوعدني).

[٤٢٨] - هذا الشاهد من كلمة لأبي ليلى النابغة الجعدي، أنشدها بين يدي حضرة النبي ، والذي أنشده المؤلف منه هو صدر بيت من الطويل وعجزه قوله:

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

اللغة: (بلغنا السماء) أي وصلنا إلى السماء، وهذه كناية عن ارتفاع القدر وعلو المنزلة (مجدنا) المجد - بفتح الميم وسكون الجيم - كرم الآباء (سناؤنا) السناء - بفتح أوله ممدودا - الشرف والرفعة وعلو المنزلة (لنرجو) أي نترقب ونأمل (مظهر) مصدر ميمي أو اسم مكان - ومعناه المصعد.

المعنى: وصف قومه بأنهم قد بلغوا الغاية التي يأملها المؤمل من ارتفاع الأقدار وسمو =