[فصل: وجوه الإعراب التي تجوز في الفعل المضارع المقترن بالفاء إذا وقع بعد جملتي الشرط والجواب، أو توسط بين الجملتين]
[فصل: وجوه الإعراب التي تجوز في الفعل المضارع المقترن بالفاء إذا وقع بعد جملتي الشرط والجواب، أو توسط بين الجملتين]
  فصل: وإذا انقضت الجملتان، ثم جئت بمضارع مقرون بالفاء أو الواو فلك جزمه بالعطف، ورفعه على الاستئناف، ونصبه بأن مضمرة وجوبا، وهو قليل، قرأ عاصم وابن عامر، {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ}(١) بالرفع، وباقيهم بالجزم، وابن عباس بالنّصب، وقرئ بهن أيضا في قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}(٢).
  وإذا توسّط المضارع المقرون بالفاء أو بالواو بين الجملتين، فالوجه الجزم، ويجوز النصب، كقوله:
  [٥١٥] -
  ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه
(١) سورة البقرة، الآية: ٣٨٤.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٨٦.
[٥١٥] - لم أقف على نسبة هذا الشاهد إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما
اللغة: (يقترب منا) أراد ينزل في جوارنا ويستظل بحمايتنا (يخضع) أراد: يكون خاضعا لنا، منقادا لمشيئتنا، راضيا بالذي نراه، غير محارب لنا ولا مناوئ (نؤوه) يكون له منا مأوى يأوي إليه ومعتصم يعتصم به، ونحفظه من كل الطوارق والعاديات (لا يخش) لا يخاف (ظلما) انتقاضا من حقه (هضما) غمطا لما وجب له.
الإعراب: (من) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (يقترب) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو (منا) جار ومجرور متعلق بقوله يقترب (ويخضع) الواو عاطفة، يخضع: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو (نؤوه) نؤو: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، وضمير الغائب مفعول به مبني على الكسر في محل نصب، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط.
الشاهد فيه: قوله: (ويخضع) حيث نصب الفعل المضارع المعطوف على فعل =