أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أداة التعريف، وبيان أنواعها]

صفحة 162 - الجزء 1

[أداة التعريف، وبيان أنواعها]

  وهي: إما جنسية، فإن لم تخلفها «كلّ» فهي لبيان الحقيقة، نحو: {وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}⁣(⁣١)، وإن خلفتها «كلّ» حقيقة فهي لشمول أفراد الجنس، نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً}⁣(⁣٢)، وإن خلفتها مجازا فلشمول خصائص الجنس مبالغة، نحو: «أنت الرّجل علما».

  وإما عهديّة، والعهد إما ذكريّ نحو: {فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}⁣(⁣٣)، أو علميّ نحو: {بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ}⁣(⁣٤). {إِذْ هُما فِي الْغارِ}⁣(⁣٥)؛ أو حضوريّ نحو: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣(⁣٦).

[فصل: ترد أل زائدة، وزيادتها على نوعين]

  فصل: وقد ترد «أل» زائدة، أي غير معرّفة، وهي إما لازمة كالتي في علم قارنت وضعه كالسّموأل واليسع واللّات والعزّى، أو في إشارة وهو «الآن» وفاقا للزجاج والناظم، أو في موصول وهو «الذي» و «التي» وفروعهما، لأنه لا يجتمع تعريفان، وهذه معارف بالعلمية والإشارة، والصّلة، وإما عارضة: إما خاصة بالضرورة، كقوله:

  [٦٢] -

  ولقد نهيتك عن بنات الأوبر


= أصلية لا زائدة، والثاني: أن المعرف هو أل برمتها والألف زائدة، والثالث: أن المعرف هو اللام وحدها، والرابع: أن المعرف هو الألف وحدها واللام زائدة فرقا بين همزة الاستفهام والهمزة المعرفة، والأول هو مذهب الخليل بن أحمد، والثاني هو مذهب سيبويه، والثالث هو مذهب كثير من النحاة، والرابع هو مذهب المبرد، ولكل واحد من هذه الأقوال الأربعة حجة لا نطيل هنا بذكرها.

(١) سورة الأنبياء، الآية: ٣٠.

(٢) سورة النساء، الآية: ٢٨.

(٣) سورة المزمل، الآية: ١٦.

(٤) سورة طه، الآية: ١٢.

(٥) سورة التوبة، الآية: ٤٠.

(٦) سورة المائدة، الآية: ٣.

[٦٢] - هذا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

ولقد جنيتك أكمؤا وعاقلا