[إضافة المصدر إلى فاعله وإلى مفعوله]
[إضافة المصدر إلى فاعله وإلى مفعوله]
  ويكثر أن يضاف المصدر إلى فاعله، ثم يأتي مفعوله، نحو: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}(١)، ويقلّ عكسه، كقوله:
= ومن شواهد ذلك قول الشاعر:
بعشرتك الكرام تعدّ منهم ... فلا ترين لغيرهم الوفاء
فإن قوله عشرة اسم مصدر فعله عاشره يعاشره، ومصدره المعاشرة، وقد أعمل اسم المصدر هذا عمل المصدر، فأضافه إلى فاعله وهو ضمير المخاطب، ثم نصب به مفعوله وهو قوله: (الكرام).
وعمدة الاستشهاد لهذه المسألة قوله عليه الصلاة والسّلام «من قبلة الرجل زوجته الوضوء».
(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥١، وسورة الحج، الآية: ٤٠.
ومثل الآية الكريمة قول الراعي:
بلى ساءلتها فأبت جوابا ... وكيف سؤالك الدّثر القفارا
فإن (سؤال) مصدر سأل، وقد أضافه إلى فاعله وهو ضمير المخاطب، ثم أتى بمفعوله، وهو قوله: (الدثر).
ومثله قول كثير عزة:
وأقسم إنّ حبّك أمّ عمرو ... لداء عند منقطع السّعال
فإن قوله: (حب) مصدر (حب) وهو فعل مهمل أو نادر، وقد أضاف المصدر لفاعله وهو الكاف، ثم أتى بمفعوله وهو أم عمرو وقد أضاف المصدر لفاعله ثم أتى بمفعوله قطري بن الفجاءة ثلاث مرات في بيتين، وهما قوله:
أبت لي همتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الزهيد
وإقحامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
ومثله قول عبد يغوث:
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا
ومن ذلك قول الصمة القشيري:
كأنّ فؤادي من تذكّري الحمى ... وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
ومن ذلك قول متمم بن نويرة:
ولست أبالي بعد فقدي مالكا ... أموتي ناء أم هو الآن واقع