أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: وينقسم إلى اسم وكنية ولقب]

صفحة 116 - الجزء 1

  قبلها، فحكم الأول أن يفتح آخره، ك «بعلبكّ» و «حضرموت» إلا إن كان ياء فيسكن، ك «معديكرب» و «قالي قلا» وحكم الثاني أن يعرب بالضمة والفتحة، إلا إن كان كلمة «ويه» فيبنى على الكسر، ك «سيبويه» و «عمرويه».

  ٣ - ومركّب إضافي، وهو الغالب، وهو: كل اسمين نزّل ثانيهما منزلة التنوين مما قبله، ك «عبد اللّه» و «أبي قحافة»، وحكمه أن يجرى الأول بحسب العوامل الثلاثة رفعا ونصبا وجرّا، ويجر الثاني بالإضافة.

[فصل: وينقسم إلى اسم وكنية ولقب]

  فصل: وينقسم أيضا إلى اسم، وكنية، ولقب⁣(⁣١):

  فالكنية: كل مركّب إضافي في صدره أب أو أمّ، كأبي بكر، وأم كلثوم.

  واللّقب: كل ما أشعر برفعة المسمّى أو ضعته، كزين العابدين وأنف النّاقة⁣(⁣٢)

  والاسم ما عداهما، وهو الغالب⁣(⁣٣)، كزيد وعمرو.


(١) ظاهر كلام المؤلف أن هذه الأقسام بهذه المعاني التي ذكرها متباينة، ولكنك لو أمعنت النظر وجدتها على غير ذلك، انظر مثلا إلى محمد ومحمود ومنصور ومرتضى تجدها دالة على المدح مع أنها أسماء، وانظر إلى أبي الخير وأم بركة تجدها دالة على المدح مع أنها كنى حسب تعريفه، وأحسن من هذا أن نقول: ما سمى الوالدان ولدهما به أول الأمر فهو اسم، سواء أكان دالّا على مدح أو ذم أم لا، وسواء أكان صدره أبا أو أما أم لا، فقد يسمي الوالدان ولدهما ساعة يولد بأبي اليسر فهو اسم وإن صدر بأب، وقد يسمي الوالدان ولدهما ساعة يولد زين العابدين فهو اسم وإن أشعر بمدح، ثم ما يطلق بعد ذلك على صاحب الاسم إن صدر بأب أو أم فهو كنية، وإلا فهو لقب ولا بد حينئذ أن يشعر بمدح أو بذم، فافهم.

(٢) من الذين لقبوا بزين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأنف الناقة لقب جعفر بن قريع، وكان بنوه يأنفون من هذا اللقب، إلى أن قال الخطيئة في مدحهم:

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

فصاروا يفخرون به، فكان ذما ثم صار مدحا.

(٣) إنما كان الاسم هو الغالب لأن كل إنسان له اسم، ولا يلزم أن يكون له لقب أو كنية، فالغالب هنا بمعنى الكثير في مقابل اللقب والكنية.