[لتوكيد المضارع خمس حالات]
[الرابعة: أن يكون قليلا، وذلك بعد لا النافية وما الزائدة]
  الرابعة: أن يكون قليلا، وذلك بعد (لا) النافية، أو (ما) الزائدة التي لم تسبق بأن، كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}(١)، وكقولهم:
= ثم حذفها كما يحذف الياء التي هي أصل في نحو (وف وعدك) و (زك مالك) كذا قيل، والصواب عندي أن (حل) فعل أمر من التحلية وهي التزيين، فالياء غير منقلبة عن شيء (كندة) بكسر الكاف وسكون النون اسم قبيلة منها امرؤ القيس (تمدحن) تثني عليهم وتذكر مناقبهم (قبيلا) أي جماعة من الناس.
الإعراب: (قالت) قال: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث (فطيمة) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (حل) فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (شعرك) شعر: مفعول به لحل منصوب بالفتحة الظاهرة، وكاف المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (مدحه) مدح: بدل من شعرك منصوب بالفتحة، وهو منصوب على نزع الخافض على ما ارتضيناه، أي زين شعرك بمدحه، وضمير الغائب مضاف إليه (أفبعد) الهمزة للاستفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاء عاطفة على محذوف وتقديره الكلام: أتعتد بقبيل فبعد كندة تمدحن، وبعد ظرف متعلق بقوله تمدحن المذكور بعد لأن الظروف يتوسع معها ما لا يتوسع مع غيرها، وبعد مضاف و (كندة) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية والتأنيث (تمدحن) فعل مضارع مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (قبيلا) مفعول به لتمدحن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله (تمدحن) حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد حرف الاستفهام، وهو الهمزة.
ومثل هذا الشاهد قول الشاعر:
وهل يمنعنّي ارتياد البلاد ... د من حذر الموت أن يأتين
حيث أكد (يمنعني) بالنون الثقيلة لوقوعه بعد حرف الاستفهام وهو هل.
ومثله قول الآخر:
فأقبل على رهطي ورهطك نبتحث ... مساعينا حتّى نرى كيف نفعلا
فإن قوله (نفعلا) مؤكد بالنون الخفيفة لكونه واقعا بعد الاستفهام بكيف، وقد قلبت فيه النون الخفيفة ألفا لأجل الوقف.
(١) سورة الأنفال، الآية: ٢٥، ومثل الآية الكريمة في تأكيد المضارع المنفي بلا قول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند: =