أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لتوكيد المضارع خمس حالات]

صفحة 90 - الجزء 4

  أو كان مفصولا من اللام مثل: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ}⁣(⁣١)، ونحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى}⁣(⁣٢).

[الثانية: أي يكون توكيده قريبا من الواجب]

  والثانية: أن يكون قريبا من الواجب، وذلك إذا كان شرطا، لأن المؤكّدة بما، نحو: {وَإِمَّا تَخافَنَّ}⁣(⁣٣) {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ}⁣(⁣٤) {فَإِمَّا تَرَيِنَّ}⁣(⁣٥).

  ومن ترك توكيده، قوله:

  [٤٦٨] -

  يا صاح إمّا تجدني غير ذي جدة


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٥٨.

(٢) سورة الضحى، الآية: ٥، ومثل هذه الآية في ترك التوكيد للفصل بين لام الجواب والفعل قول الشاعر، وقد أنشده ابن مالك:

فوربّي لسوف يجزى الّذي أسلفه ... المرء سيّئا أو جميلا

(٣) سورة الأنفال، الآية: ٥٨.

(٤) سورة الزخرف، الآية: ٤١.

(٥) سورة مريم، الآية: ٢٦.

[٤٦٨] - هذا الشاهد مما لم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، وما أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

فما التّخلّي عن الخلّان من شيمي

اللغة: (يا صاح) أصله (يا صاحبي) فحذف ياء المتكلم، وهي المضاف إليه، وحذف معه آخر المضاف وهو الباء، قال ذلك ابن خروف، والذي عليه أكثر العلماء أنه ترخيم صاحب فقط (جدة) غنى، وهو بزنة عدة وصفة وزنة.

الإعراب: (يا) حرف نداء (صاح) منادى مرخم على غير قياس (إما) مركبة من حرفين:

أحدهما إن الشرطية الجازمة، وثانيهما ما الزائدة (تجدني) تجد: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بأن وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول (غير) مفعول ثان لتجد، وغير مضاف و (ذي) مضاف إليه، وهو مضاف و (جدة) مضاف إليه (فما) الفاء واقعة في جواب الشرط، ما: نافية، (التخلي) مبتدأ أو اسم ما النافية (عن الإخوان) جار ومجرور متعلق بالتخلي (من) حرف جر (شيمي) شيم: مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وشيم مضاف وياء المتكلم =