أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: ما تختص به عسى واخلولق وأوشك]

صفحة 289 - الجزء 1

  وأنّ كاربا في البيت الثاني اسم فاعل كرب التامة في نحو قولهم: «كرب الشتاء» إذا قرب، وبهذا جزم الجوهري.

  واستعمل مصدر لاثنين، وهما: «طفق، وكاد» حكى الأخفش طفوقا عمن قال طفق بالفتح، وطفقا عمن قال طفق بالكسر، وقالوا: كاد كودا ومكادا ومكادة.

[فصل: ما تختص به عسى واخلولق وأوشك]

  فصل: وتختصّ «عسى» و «اخلولق» و «أوشك» بجواز إسنادهنّ إلى «أن يفعل» مستغنى به عن الخبر، نحو: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}⁣(⁣١)، وينبني على هذا فرعان:

  أحدهما: أنه إذا تقدّم على إحداهن اسم هو المسند إليه في المعنى وتأخّر عنها «أن» والفعل نحو: «زيد عسى أن يقوم»، جاز تقديرها خالية من ضمير ذلك الاسم، فتكون مسندة إلى «أن» والفعل مستغنى بهما عن الخبر، وجاز تقديرها مسندة إلى الضمير، وتكون «أن» والفعل في موضع نصب على الخبر.

  ويظهر أثر التقديرين في التأنيث والتثنية والجمع، فتقول على تقدير الإضمار «هند عست أن تفلح» و «الزّيدان عسيا أن يقوما» و «الزّيدون عسوا أن يقوموا» و «الهندات عسين أن يقمن»، وتقول على تقدير الخلوّ من الضمير «عسى» في الجميع، وهو الأفصح، قال اللّه تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ}⁣(⁣٢).

  الثاني: أنه إذا ولي إحداهن «أن» والفعل وتأخّر عنهما اسم هو المسند إليه في المعنى، نحو: «عسى أن يقوم زيد»، جاز في ذلك الفعل أن يقدّر خاليا من الضمير؛ فيكون مسندا إلى ذلك الاسم، وعسى مسندة إلى أن والفعل مستغنى بهما عن الخبر، وأن يقدّر⁣(⁣٣) متحمّلا لضمير ذلك الاسم، فيكون الاسم مرفوعا بعسى، وتكون «أن» والفعل في موضع نصب على الخبرية، ومنع الشّلوبين هذا الوجه لضعف هذه الأفعال عن توسّط الخبر، وأجازه المبرد والسّيرافيّ والفارسيّ.


(١) سورة البقرة، الآية: ٢١٦.

(٢) سورة الحجرات، الآية: ١١.

(٣) أي الفعل المنصوب بأن المصدرية.