[الثالث: ومنها «كي» وتجر ثلاثة أشياء]
[الثّالث: ومنها «كي» وتجر ثلاثة أشياء]
  والثّالث: (كي) وإنّما تجرّ ثلاثة:
  أحدها: (ما) الاستفهامية، يقولون إذا سألوا عن علّة الشّيء: (كيمه)(١)، والأكثر أن يقولوا: (لمه).
= وأما حذف لامها الأولى فمن شواهده قول الشاعر:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها ... تدلننا اللّمّة من لمّاتها
والذي نريد أن ننبهك إليه هو أن هذه اللغات ليست خاصة بلعل التي يجر الاسم بعدها كما استظهره العليمي اغترارا بظاهر عبارة المصنف هنا، بل جاءت في لغات العرب عامة؛ فمن الحذف قول الأضبط بن قريع السعدي:
لا تهين الفقير علّك أن ... تركع يوما والدّهر قد رفعه
وقول نافع بن سعد الطائي:
ولست بلوّام على الأمر بعد ما ... يفوت، ولكن علّ أن أتقدّما
وقول العجير السلولي:
لك الخير، علّلنا بها، علّ ساعة ... تمرّ، وسهواء من اللّيل يذهب
وقول أم النحيف، وهو سعد بن قرط:
تربّص بها الأيّام، علّ صروفها ... سترمي بها في جاحم متسعّر
وقول رؤبة بن الحجاج:
تقول بنتي: قد أنى أناكا ... يا أبتا علّك أو عساكا
(١) وذهب الكوفيون في هذه العبارة إلى أن (كي) هي المصدرية الناصبة للفعل المضارع، وأن المضارع المنصوب بها محذوف، وأن (مه) التي بعدها مؤلفة من (ما) التي هي اسم استفهام، ومن هاء السكت، وأن (ما) الاستفهامية في محل نصب مفعول به لهذا الفعل المضارع المحذوف، وكأن قائلا قد قال لك: جئت، فقلت له: كي تفعل ما ذا؟
وهذا تكلف غريب، فوق أنه يتضمن أربعة أمور كل واحد منها مما لا يجيزه جمهرة النحاة، الأول: أن فيه حذف صلة الحرف المصدري مع بقاء معمولها، أما الحرف المصدري فهو كي، وأما صلته فهي المضارع الذي التزموا تقديره، وأما معمول الصلة فهو ما الاستفهامية، والثاني: أن فيه نصب اسم الاستفهام بعامل متقدم عليه وقد علم أن اسم الاستفهام مما له الصدارة فلا يتقدم عليه العامل فيه، والثالث: أن فيه حذف ألف (ما) الاستفهامية في غير حالة الجر، وقد علم أن ألفها لا تحذف إلا في حالة الجر نحو قوله تعالى: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}، والرابع: أن فيه حذف المنصوب مع بقاء عامل =