[للتعجب عبارات كثيرة ولكن المبوب له في النحو صيغتان]
هذا باب التّعجّب(١)
  وله عبارات كثيرة، نحو: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ}(٢)، «سبحان اللّه إنّ المؤمن لا ينجس» للّه درّه فارسا(٣)!.
[للتعجب عبارات كثيرة ولكن المبوب له في النحو صيغتان]
  والمبوّب له منها في النحو اثنتان:
  إحداهما: ما أفعله، نحو (ما أحسن زيدا).
  فأمّا (ما) فأجمعوا على اسميّتها؛ لأنّ في (أحسن) ضميرا يعود(٤) عليها،
(١) لم يذكر المؤلف تعريف التعجب، وقد عرفه بعضهم بأنه (انفعال يحدث في النفس عند الشعور بأمر خفي سببه) ولعل هذا معناه اللغوي، أما معناه الاصطلاحي فهو ما ينسب إلى ابن عصفور من أن التعجب هو (استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها وخرج بها المتعجب منه عن أمثاله أو قل نظيره فيها) فقولنا (استعظام زيادة) كالجنس في التعريف، وقولنا (في وصف الفاعل) قيد يخرج به الزيادة في وصف المفعول، فلا يتأتى التعجب منها بهاتين الصيغتين، فلا يقال (ما أضرب زيدا) استعظاما لضرب وقع على زيد، ولهذا اشترطوا أن يكون الفعل الذي يؤخذ من مصدره صيغة التعجب أن يكون مبنيا للمعلوم، وقولنا في التعريف (خفي سببها) قيد ثان يخرج به ما ظهر سببه، ولهذا نسمع الناس يقولون: إذا ظهر السبب بطل العجب وقولنا (وخرج بها المتعجب عن نظائره أو قل نظيره) قيد ثالث يخرج به ما يكثر وجود أمثاله فإنه لا يتعجب منه، وهذه العبارة تدل على أن الحامل على التعجب أحد أمرين، الأول انفراد المتعجب منه بالوصف، والثاني أن يكون له أمثال قلائل لا يكادون يعرفون، ولا شك أن المراد بهذا الكلام ما يشمل الحقيقي والادعائي، نعني أن المتكلم بعبارة التعجب إما أن يكون في حقيقة الأمر وواقعه عالما أن المتعجب منه منفرد بالوصف أو قليل النظائر والأمثال، وإما أن يكون قد نزل المتعجب منه هذه المنزلة؛ لأن ما ثبت له من الوصف بالغ النهاية بحيث لا يدركه فيها أحد في اعتقاده.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٨.
(٣) ومن عبارات التعجب القياسية - ولكنها غير المبوب لها في هذا الباب - صورة الاستغاثة، نحو (يا للماء ويا للعشب) إذا تعجبوا من كثرتهما، وانظر نص المؤلف على ذلك في باب الاستغاثة.
(٤) قال الشيخ يس: (والظاهر أن الكوفيين لا يقولون بأن في أحسن ضميرا كما يعلم من =