[بيان ما تدخل عليه «رب» المكفوفة]
  وقوله:
  [٣١١] -
  ربّما أوفيت في علم
[بيان ما تدخل عليه «رب» المكفوفة]
  والغالب على (ربّ) المكفوفة أن تدخل على فعل ماض كهذا البيت(١).
= ومن مجموع الشواهد (٣٠٩، ٣١٠ وما أنشدناه) تكمل الدلالة على أن اقتران (ما) بالكاف قد يكفها عن عمل الجر وقد لا يكفها.
[٣١١] - هذا الشاهد من كلام جذيمة الأبرش، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من المديد، وعجزه قوله:
ترفعن ثوبي شمالات
اللغة: (أوفيت) معناه نزلت، و (علم) أي جبل، و (شمالات) بفتح الشين، جمع شمال، وهي ريح تهب من ناحية القطب.
الإعراب: (ربما) رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما: حرف كاف لرب عن العمل الذي يقتضيه وهو الدخول على الاسم وجره، ومهيئ لهذا الحرف لأن يدخل على الجمل، مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أوفيت) أوفى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (علم) مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بأوفى (ترفعن) ترفع: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة لا محل له من الإعراب (ثوبي) ثوب: مفعول به لترفع، منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم، وثوب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (شمالات) فاعل ترفع مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله (ربما أوفيت) حيث كف ما (رب) عن عمل الجر، والدليل على أن (ما) كفتها دخولها على الجملة الفعلية، ولو أبقت لها عملها لدخلت على الاسم فجرته.
(١) إنما غلب دخول (رب) المتصلة بما الكافة على الجملة الفعلية التي فعلها ماض لأن أصل (رب) التقليل أو التكثير، وهما إنما يكونان فيما عرف حده؛ ولما كان المضارع مستقبلا، وهو مجهول - قلّ دخولها عليه، وظاهر كلام الرماني أن (رب) المكفوفة لا تدخل إلا على ماض؛ فإن دخلت في الظاهر على المضارع فإما أن يكون المضارع =