الفصل الرابع في المنادى المضاف للياء
  وهي إمّا مفتوحة أو ساكنة؛ نحو: (يا مكرمي) و (يا ضاربي).
[الثالث: ما فيه ست لغات، وهو ما ليس أبا ولا أما مما عدا النوعين]
  الثالث: ما فيه ست لغات، وهو ما عدا ذلك وليس أبا ولا أما؛ نحو: (يا غلامي)، فالأكثر حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، نحو: {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ}(١) ثم ثبوتها ساكنة، نحو: {يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ}(٢)، أو مفتوحة، نحو: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا}(٣)، ثم قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو: {يا حَسْرَتى}(٤)، وأجاز الأخفش حذف الألف والاجتزاء بالفتحة، كقوله:
  [٤٤١] -
  بلهف ولا بليت ولا لوانّي
(١) سورة الزمر، الآية: ١٦.
(٢) سورة الزخرف، الآية: ٦٨.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٥٣.
(٤) سورة الزمر، الآية: ٥٦، ومثل هذه الآية قول الشاعر:
بانت لتحزننا عفاره ... يا جارتا ما أنت جاره
وقول تأبط شرا:
فأصبحت والغول لي جارة ... فيا جارتا أنت ما أهولا
[٤٤١] - لم أجد أحدا من الذين استشهدوا بهذا الشاهد أو تكلموا عليه قد نسبه إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف ههنا هو عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
ولست براجع ما فات منّي
اللغة: (براجع) هو اسم فاعل فعله رجع يرجع - من باب ضرب - تقول: رجعت الشيء أرجعه، وفي القرآن الكريم: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ} وهو أفصح وأشهر من أرجعه، ويروى: (ولست بمدرك) اسم فاعل من (أدرك الشيء) بمعنى حصل عليه.
الإعراب: (لست) ليس: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه (براجع) الباء زائدة، وراجع: خبر ليس (ما) اسم موصول مفعول به لراجع (فات) فعل ماض فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة (مني) جار ومجرور متعلق بفات (بلهف) الباء حرف جر، ولهف: منادى بحرف نداء محذوف وجملته تقع معمولا لقول محذوف يقع مجرورا بالباء، وتقدير الكلام: بقولي يا لهف، والباء ومجرورها يتعلقان براجع (ولا) الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي (بليت) الباء جارة، وليت قصد لفظه: مجرور بالباء (ولا) مثل سابقه (لو أني) قصد لفظه =