أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: المخصوص بالمدح أو بالذم]

صفحة 251 - الجزء 3

  أي: موصولة - في نحو: {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣(⁣١) أي: نعم الذي يعظكم به، ومعرفة تامة في نحو: {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣(⁣٢) أي: فنعم الشيء هي، وقيل: تمييز، فهي نكرة موصوفة في الأول وتامة في الثاني.

[فصل: المخصوص بالمدح أو بالذم]

  فصل: ويذكر المخصوص بالمدح أو الذم بعد فاعل نعم وبئس؛ فيقال: (نعم الرّجل أبو بكر)، و (بئس الرّجل أبو لهب)، وهو مبتدأ، والجملة قبله خبره، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ واجب الحذف، أي: الممدوح أبو بكر، والمذموم أبو لهب.

  وقد يتقدّم المخصوص؛ فيتعين كونه مبتدأ، نحو: (زيد نعم الرّجل).

  وقد يتقدّم ما يشعر به فيحذف، نحو: {إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ}⁣(⁣٣) أي:

  هو وليس منه (العلم نعم المقتنى)⁣(⁣٤)، وإنما ذلك من التقدم.

[فصل: تحويل كل فعل صالح للتعجب منه إلى وزن فعل بضم العين]

  فصل: وكلّ فعل ثلاثي صالح للتعجّب منه؛ فإنّه يجوز استعماله على فعل - بضم العين - إما بالأصالة ك (ظرف، وشرف) أو بالتحويل ك (ضرب) و (فهم)، ثم يجرى، حينئذ، مجرى نعم وبئس: في إفادة المدح والذم، وفي حكم الفاعل، وحكم المخصوص، تقول في المدح (فهم الرّجل زيد)، وفي الذم (خبث الرّجل عمرو).

  ومن أمثلته (ساء) فإنّه في الأصل سوأ بالفتح؛ فحوّل إلى فعل - بالضم - فصار قاصرا، ثمّ ضمّن معنى بئس فصار جامدا، قاصرا، محكوما له ولفاعله بما ذكرنا، تقول: (ساء الرّجل أبو جهل) و (ساء حطب النّار أبو لهب) وفي التّنزيل: {وَساءَتْ


(١) سورة النساء، الآية: ٥٨.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٧١.

(٣) سورة ص، الآية: ٤٤.

(٤) هذا من أمثلة ابن مالك في الألفية.