[مواضع «أم» المنقطعة، ومذاهب النحاة في دلالتها على الإضراب والاستفهام]
  الأصل (أشعيث) فحذفت الهمزة والتنوين منهما.
[مواضع «أم» المنقطعة، ومذاهب النحاة في دلالتها على الإضراب والاستفهام]
  والمنقطعة هي الخالية من ذلك(١)، ولا يفارقها معنى الإضراب(٢)، وقد
= الهمزة إنما تحذف إذا كان ابن نعتا لعلم ومضافا إلى علم والثاني أبو الأول، وابن هنا ليس نعتا للعلم السابق عليه، ولكنه هنا خبر، وكذلك التنوين إنما يحذف بهذه الشروط، وفي البيت شاهد آخر هو حذف الهمزة، لدلالة أم عليها، وهو حذف مطرد قياسي خلافا للأعلم الذي خصه بالضرورة، ونظيره قول الشاعر:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظّلام من الرّباب خيالا
يريد أكذبتك عينك أم رأيت، ولأبي عبيدة في هذا البيت توجيه آخر سنذكره لك فيما يلي وترده.
ومن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
فو اللّه ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان؟
أراد (أبسبع رمين الجمر أم بثمان) ومنه قول عمر أيضا:
ثمّ قالوا: تحبّها؟ قلت: بهرا ... عدد الرّمل والحصى والتّراب
أراد (ثم قالوا أتحبها) ومن ذلك قول الكميت بن زيد الأسدي:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي، وذو الشّيب يلعب؟
أراد (أو ذو الشيب يلعب).
ومن ذلك قول عمران بن حطّان:
فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر ... أتوني فقالوا: من ربيعة أم مضر
يريد أمن ربيعة أم مضر.
(١) يريد أنها هي التي لا تتقدم عليها همزة التسوية ولا الهمزة التي يطلب بها وبأم التعيين، وإنما سميت منقطعة - والحال في هذه - لوقوعها بين جملتين مستقلتين.
وبين أم المتصلة والمنقطعة فرق من حيث المبني وفرق من حيث ما يسبق كلّا منهما وما يقع بعده، ولا بن هشام رسالة في هذا الموضوع خاصة نقلها السيوطي في أول الجزء الرابع من الأشباه والنظائر.
(٢) هذا الذي جرى عليه المؤلف - من أن أم المنقطعة دالة على الإضراب دائما وأنها قد تدل، مع ذلك، على الاستفهام الحقيقي أو الإنكاري - وهو مذهب الكوفيين فيما يذكر كثير من العلماء، وخلاصة آراء النحاة في هذه المسألة أن لهم فيها ثلاثة مذاهب: =