أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التحذير

صفحة 70 - الجزء 4

  الثاني: أنه لا يقع في أول الكلام، بل في أثنائه كالواقع بعد (نحن) في الحديث المتقدم، أو بعد تمامه، كالواقع بعد (أنا) و (نا) في المثالين قبله.

  والثالث: أنّه يشترط أن يكون المقدم عليه اسما بمعناه، والغالب كونه ضمير تكلم، وقد يكون ضمير خطاب، كقول بعضهم (بك اللّه نرجو الفضل).

  والرابع والخامس: أنّه يقلّ كونه علما، وأنه ينتصب مع كونه مفردا، كما في هذا المثال.

  والسادس: أنّه يكون بأل قياسا، كقولهم: (نحن العرب أقرى النّاس للضّيف).

هذا باب التحذير⁣(⁣١)

  وهو: تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه.


(١) التحذير في اللغة: مصدر قولك (حذرت فلانا - بتشديد الذال - كذا، أو حذرته من كذا) أي خوفته، فالتحذير في اللغة معناه التخويف، وفعله يتعدى إلى مفعولين، وفي القرآن الكريم {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} والذي ذكره المؤلف في بيان معنى التحذير وأنه (تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه) أشبه بالمعنى اللغوي، لكن الظاهر أنه أراد به بيان معناه الاصطلاحي، وليس التحذير في الاصطلاح ما ذكره، من قبل أن مباحث علم النحو إنما تتعلق بأحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، فالأولى أن يعرف التحذير اصطلاحا بنحو ما ذكره ابن الحاجب بقوله (الاسم المنصوب بفعل مضمر - الخ).

وقول المؤلف (تنبيه المخاطب) إشارة إلى المقيس من التحذير ما كان صادرا من المتكلم لتخويف المخاطب، أما ما صدر من المتكلم لتحذير نفسه أو لتحذير غائب فليس مقيسا، بل هو شاذ في الحالين:

ثم اعلم أن للتحذير ثلاث طرق:

أحدها: أن يذكر بلفظ (إيا) ولك في هذا الوجه أن تعطف المحذور على (إيا) فتقول (إياك والأسد) أو تخفضه بمن فتقول (إياك من التواني) أو تنصب المحذوف بغير =