أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه

صفحة 21 - الجزء 4

  (يا حسنا وجهه) و (يا طالعا جبلا) و (يا رفيقا بالعباد) و (يا ثلاثة وثلاثين) فيمن سمّيته بذلك، ويمتنع إدخال (يا) على (ثلاثين) خلافا لبعضهم؛ فإن ناديت جماعة هذه عدّتها؛ فإن كانت غير معينة نصبتهما أيضا، وإن كانت معينة؛ ضممت الأوّل، وعرّفت الثّاني بأل ونصبته أو رفعته، إلّا إن أعيدت معه (يا) فيجب ضمه وتجريده من أل، ومنع ابن خروف إعادة (يا) وتخييره في إلحاق (أل) مردود.

[النوع الثالث من المنادى: ما يجوز ضمه وفتحه، وهو نوعان:]

  والثالث: ما يجوز ضمّه وفتحه، وهو نوعان:


= كنت قد سميت بهذا المعطوف والمعطوف عليه، وقد ذكر في هذا الأخير تفصيلا.

ومما ينبغي أن يعد من نوع الشبيه بالمضاف شيئان آخران لم يذكرهما المؤلف:

الأول: الاسم المفرد المنكر الموصوف نحو قولك: (يا رجلا فاضلا) ونحو (يا رجلا يجبر الكسير) إذا كنت قد قصدت به معينا وكان النداء طارئا على الصفة والموصوف جميعا.

الثاني: الوصف المقترن بجملة نحو (يا عظيما يرجى لكل عظيم) و (يا لطيفا لم يزل) و (يا حليما لا يعجل) و (يا كريما يعطي الجزيل) و (يا جوادا لا يبخل) وليست هذه الجملة نعتا للوصف قبلها، وإنما هي في محل نصب حال من ضمير مستتر في الوصف مرفوع على أنه فاعله، والسر في هذا أن الوصف صار معرفة بسبب الإقبال عليه:

والجملة لا تقع نعتا للمعرفة، وهذا الضمير المستتر في الوصف هو ضمير المخاطب المقصود بالنداء، والعامل في الحال هو العامل في صاحبه، وذلك العامل هو الوصف، وإذا كان في الجملة ضمير يراد به المنادى جاز أن يؤتى به ضمير غائب وأن يؤتى به ضمير مخاطب، فتقول (يا جوادا جوده من غير منّ ولا مسألة) أو تقول (يا جوادا جودك من غير من ولا مسألة) وإذا كانت الجملة فعلية فعلها مضارع جاز أن يبدأ بياء المضارعة كما في الأمثلة التي ذكرناها لك أولا، وجاز أن يبدأ بتاء المضارعة فتقول (يا عظيما ترجى لكل عظيم) و (يا لطيفا لم تزل).

هذا الذي قررناه لك هو رأي ابن هشام، وهو يخالف رأي ابن مالك الذي جعل الجملة التالية للوصف نعتا له، ورأي ابن هشام عندنا أدق وأسد.

وسيأتي في شرح الشاهد (رقم ٤٣٨) نخرج على هذا الكلام عدة من الشواهد، فانظر ما ذكرناه هناك.