أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 73 - الجزء 3

  يونس⁣(⁣١)، وتقديره: إلّا أمرّ بصالح، فقد مررت بطالح.

هذا باب الإضافة⁣(⁣٢)


= الدار المجرورة بفي وعمرا معطوفا على زيدا الواقع اسما لأن، فاعرف هذا.

(١) وحكاه سيبويه (إلا صالحا فطالحا) بنصبهما على تقدير إلا يكن صالحا يكن طالحا، وحكاه أيضا (إلا صالحا فطالح) بنصب الأول ورفع الثاني على تقدير إلا يكن صالحا فهو طالح.

(٢) الإضافة في اللغة: مطلق الإسناد، قال امرؤ القيس بن حجر الكندي:

فلمّا دخلناه أضفنا ظهورنا ... إلى كلّ حاريّ جديد مشطّب

يريد: لما دخلنا هذا البيت أسندنا ظهورنا إلى كل رحل منسوب إلى الحيرة لأنه جلب منها أو صنع فيها.

والإضافة في اصطلاح النحاة: (إسناد اسم إلى غيره، على تنزيل الثاني من الأول منزلة التنوين أو ما يقوم مقامه).

ولا يكون المضاف إلا اسما، لسببين: الأول أن الإضافة تعاقب التنوين أو النون القائمة مقام التنوين، وقد علمت أن التنوين لا يدخل إلا في الأسماء، والثاني أن الغرض من الإضافة تعريف المضاف، والفعل لا يتعرف فلا يكون مضافا.

والأصل أن المضاف إليه يكون اسما بسبب كونه محكوما عليه في المعنى، ولا يحكم إلا على الأسماء، وقد جاءت الجملة الفعلية مضافا إليها في عدة مواضع. ولكنها عند التحقيق في التأويل باسم هو مصدر المسند أو الكون العام كما تعلم، ونحن نذكر لك ما ذكره العلماء من هذه المواضع، وهي أربعة مواضع بعضها مطرد وبعضها شاذ:

الأول: أسماء الزمان، أضيفت إلى الجمل الفعلية لما بين الزمان والفعل من وثاقة الارتباط، ألا ترى أن الفعل يدل بالوضع على شيئين وهما الحدث والزمان، ومن ذلك قول اللّه تعالى: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} وقوله جل شأنه {إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ومن ذلك قول الشاعر:

على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت: ألمّا أصح والشّيب وازع

الموضع الثاني: كلمة (حيث) خاصة من أسماء المكان، لقوة إبهامها ومشابهتها لأسماء الزمان في صلاحيتها للإطلاق على كل مكان كما أن أسماء الزمان صالحة =