أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[بنصب المضارع بأن مضمرة وجوبا في خمسة مواضع]

صفحة 158 - الجزء 4

  أو (إلّا) نحو: (لأقتلنّه أو يسلم)، وقوله:

  [٤٩٩] -

  كسرت كعوبها أو تستقيما

[الموضع الثالث: بعد حتى]

  الثالث: بعد (حتّى)⁣(⁣١) إن كان الفعل مستقبلا باعتبار التكلم، نحو: {فَقاتِلُوا


[٤٩٩] - هذا الشاهد من كلام زياد الأعجم، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٢٨) والذي أنشده المؤلف ههنا هو عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:

وكنت إذا غمزت قناة قوم

اللغة: (غمزت) لينت (قناة) القناة هنا الرمح، وغمز الرمح معناه أن تقبض على ما اعوجّ منه قبضا شديدا إما باليد وإما بالثقاف؛ ليعتدل ما اعوجّ ويستقيم، والثقاف - بكسر الثاء المثلثة، بزنة الكتاب - أداة تقوّم بها الرماح وتعدل (كسرت كعوبها) الكعوب: جمع كعب - بفتح فسكون - وهو ما بين كل عقدتين من عقد الرمح، (تستقيم) تعتدل بعد اعوجاج.

الإعراب: (كنت) كان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان (غمزت) فعل ماض وفاعله (قناة) مفعول به لغمزت، وقناة مضاف و (قوم) مضاف إليه، وجملة غمزت من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة إذا إليها (كسرت) فعل وفاعل (كعوبها) كعوب: مفعول به لكسرت، وهو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى القناة مضاف إليه، والجملة لا محل لها جواب إذا، وجملة إذا وشرطها وجوابها في محل نصب خبر كان الناقصة (أو) حرف بمعنى إلا مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تستقيما) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد أو التي بمعنى إلا، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى قناة قوم.

الشاهد فيه: قوله (أو تستقيما) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو تستقيم بأن المضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلا.

(١) اعلم أن (حتى) ترد في الاستعمال على أربعة أوجه:

الوجه الأول: أن يكون بعدها اسم مفرد مجرور بها، نحو قوله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ويكون الاسم المجرور بها آخر ما قبلها كما في الآية الكريمة أو متصلا بآخره، وهي في هذا الاستعمال حرف جر، ومعناها الغاية.

الوجه الثاني: أن يليها اسم مفرد تابع لما قبله في إعرابه، نحو قولهم (قدم الحجاج حتى المشاة) وقولهم (غلبك الناس حتى الأتباع) ويجب في هذا الاستعمال أن يكون =