هذا باب النكرة والمعرفة
= ومعناه عتب عليه يعتب، ومنه قولهم:
يا أيّها الزّاري على عمر ... قد قلت فيه غير ما نعلم
«مستديمها» مستبق مودتها، طالب دوام حبها.
المعنى: إني لعاتب على ليلى إن هجرتني وتاهت علي، وإنني - مع ذلك - لطالب لبقاء محبتها عامل على إرضائها.
الإعراب: «إني» إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه، مبني على السكون في محل نصب «على ليلى» جار ومجرور متعلق بزار الآتي «لزار» اللام لام الابتداء، زار:
خبر إن، مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها الثقل «وإنني» الواو حرف عطف، إن: حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسم إن مبني على السكون في محل نصب «على» حرف جر «ذاك» ذا:
اسم إشارة في محل جر بعلى، والكاف حرف خطاب، والجار والمجرور متعلق بقوله مستديم الآتي «فيما» في: حرف جر، ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي «بيننا» بين: ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، وبين مضاف ونا مضاف إليه «مستديمها» مستديم: خبر إن، ومستديم مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «إني» وقوله فيما بعد «وإنني» حيث حذف نون الوقاية مع إن عند اتصالها بياء المتكلم في الكلمة الأولى، وأثبتها معها في الكلمة الثانية.
وحذف نون الوقاية وإثباتها مع «إن» أمران جائزان في سعة الكلام واختياره بغير شذوذ ولا ضرورة، وليس أحدهما بأولى من الآخر في الاستعمال، وقد جاء في القرآن الكريم الاستعمالان، فمن الحذف قوله تعالى: {إِنِّي آنَسْتُ ناراً} ومن الإثبات قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى} ومثل «إن» في ذلك: كأن، وأن المفتوحة الهمزة، ومن شواهد الحذف مع إن المكسورة قول عامر بن الطفيل:
وإنّي إذا أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وقول أمية بن أبي الصلت:
إنّي إذا ما حدث ألمّا ... أقول: يا اللّهمّ يا اللّهمّا
ومنه قول الشاعر:
إنّي لأفتح عيني حين أفتحها ... على كثير، ولكن لا أرى أحدا
=