[رأي سيبويه في ترخيم المركب الإسنادي]
  علما (يا هب) وفي جارية لمعيّنة (يا جاري) قال:
  [٤٥٢] -
  جاري لا تستنكري عذيري
=
أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وقد ورد ترخيم ذي التاء وهو علم مذكر في قول عنترة:
يدعون عنتر والرّماح كأنّها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
[٤٥٢] - هذا الشاهد من كلام العجاج بن رؤبة، وما أنشده المؤلف ههنا بيت من مشطور الرجز، وبعده قوله:
سيري وإشفاقي على بعيري
وقد أنشده الجوهري في الصحاح (ع ذ ر) منسوبا إليه، وقال عقيب إنشاده (يريد يا جارية، فرخم) اه.
اللغة: (لا تستنكري) لا تعديه أمرا منكرا يجب تغييره (العذير) الحال التي يحاولها المرء يعذر عليها، قاله الجوهري.
الإعراب: (جاري) منادى مرخم بحرف نداء محذوف، وأصله: يا جارية، فرخمه وحذف حرف النداء (لا) حرف نهي (تستنكري) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله مبني على السكون في محل رفع (عذيري) عذير: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله (جاري) فإنه منادى بحرف نداء محذوف كما علمت في إعراب البيت، وقد رخمه الراجز بحذف التاء من آخره، وأصله (جارية) وهو اسم جنس بحسب أصله، ونداء اسم الجنس مع حذف حرف النداء مختلف في جوازه، فضلا عن ترخيمه؛ فمن النحاة من قال: ليس هو من الضرورات التي لا تجوز إلا للشعراء، وليس هو من الكثرة بحيث يجوز لكل واحد في كل حال، ولكنه قليل، وإلى هذا ذهب ابن مالك في قوله:
وذاك في اسم الجنس والمشار له ... قلّ، ومن يمنعه فانصر عاذله
وأما ترخيمه فقد منعه أبو العباس المبرد، وهو محجوج بورود السماع بترخيمه نثرا ونظما، فأما في النثر فقد قال العرب (ياشا ادجني) يريدون يا شاة ادجني، أي أقيمي ولا تبرحي، وأما في النظم فمثل بيت الشاهد والبيت الذي أنشدناه في مطلع هذا الباب.