أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لتوكيد المضارع خمس حالات]

صفحة 91 - الجزء 4

  وهو قليل، وقيل: يختص بالضرورة⁣(⁣١).


= مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أو خبر ما، وجملة المبتدأ والخبر أو ما واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله (تجدني) حيث لم يؤكد الفعل المضارع الواقع شرطا لأن المؤكدة بما الزائدة كما أكد في الآيات التي تلاها المؤلف، وترك التأكيد في هذه الحالة - عند قوم من النحاة - قليل، أو هو ضرورة من ضرورات الشعر.

(١) خلاصة القول في هذه المسألة أن النحاة يختلفون في ترك التوكيد بعد (إما) أيجوز أم لا يجوز؟.

فذهب أبو العباس المبرد والزجاج إلى أن توكيد الفعل المضارع بعد (إما) واجب لا يجوز تركه إلا أن يضطر شاعر إلى تركه فيقع له ذلك.

وذهب شيخ النحاة سيبويه - وتبعه على ذلك أبو علي الفارسي وكثير - إلى أن توكيد الفعل بعد (إما) أحسن من ترك التوكيد، ولهذا لم يقع في القرآن الكريم الفعل بعد إما إلا مؤكدا، لكن ترك التوكيد جائز سائغ غير شاذ ولا قليل.

وأكثر النحاة المتأخرين يؤيدون هذا المذهب، ويرونه المذهب الصحيح الحريّ بالقبول، وقد كثر مجيء الفعل بعد (إما) غير مؤكد، من ذلك بيت الشاهد، ومن ذلك قول امرئ القيس:

فإمّا تريني لا أغمّض ساعة ... من اللّيل إلّا أن أنام فأنعسا

فيا ربّ مكروب كررت وراءه ... وطاعنت عنه الخيل حتّى تنفّسا

ومن ذلك قول امرئ القيس أيضا:

فإمّا تريني في رحالة جابر ... على حرج كالقرّ تخفق أكفاني

فيا ربّ مكروب كررت وراءه ... وعاد فككت الغلّ عنه ففدّاني

ومن ذلك ما رواه السكري لامرئ القيس أيضا:

فإمّا تريني بي علة ... كأنّي نكيب من النّقرس

ومن ذلك قول عمرو بن رفاعة الواقفي الأوسي:

إمّا ترينا وقد خفّت مجالسنا ... والموت أمر لهذا النّاس مكتوب

ومن ذلك قول الشاعر، وقد مضى ذكره في باب الفاعل:

فإمّا تريني كابنة الرّمل ضاحيا ... على رقّة أحفى ولا أتنعّل

=