فصل في لولا ولوما
[للولا ولوما وجهان]
  ل (لولا) و (لو ما) وجهان:
[الأول من وجهيهما: دلالتهما على الامتناع]
  أحدهما: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما؛ فيختصّان بالجمل الاسميّة، نحو: {لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}(١).
[والثاني: دلالتهما على التحضيض]
  والثاني: أن يدلّا على التّحضيض؛ فيختصّان بالفعلية، نحو: {لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ}(٢)، {لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ}(٣)، ويساويهما في التّحضيض والاختصاص بالأفعال: هلّا، وألا، وألّا، وقد يلي حرف التّحضيض اسم معلّق بفعل: إمّا مضمر، نحو: «فهلّا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟» أي: فهلّا تزوّجت بكرا، ومظهر مؤخّر؛ نحو:
  {وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ}(٤)؛ أي: هلّا قلتم إذ سمعتموه.
= ويجب مع ذلك حذفه، وقال قوم: يجوز أن يكون كونا عاما كالوجود والحصول فيحذف وجوبا، كما يجوز أن يكون كونا خاصا فإن دلت عليه قرينة جاز حذفه، وإن لم تدل عليه قرينة وجب ذكره، وقد مضى القول في هذا الموضوع على وجه التفصيل في باب المبتدأ والخبر.
الأمر الرابع: الاسم المرفوع بعد لولا هذه قد يكون اسما ظاهرا نحو (لولا عليّ لهلك عمر) وقد يكون اسما مؤولا من حرف مصدري ومعموله نحو قوله تعالى: {لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا} وقد يكون ضميرا منفصلا نحو الآية من سورة سبأ التي تلاها المؤلف، وقد يكون ضميرا متصلا نحو (لولاي) و (لولاك) و (لولاه) وأنكر أبو العباس المبرد مجيئه ضميرا متصلا، وقد مضى شرح هذا الموضوع في مطلع باب حروف الجر.
الأمر الخامس: القول بأن لولا ولو ما يشتركان في مجيء كل منهما لهذين المعنيين هو قول الجمهور، وهو الصحيح، وزعم المالقي أن (لوما) لا تأتي حرف امتناع وإنما تأتي للتحضيض.
(١) سورة سبأ، الآية: ٣١.
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٢١.
(٣) سورة الحجر، الآية: ٧.
(٤) سورة النور، الآية: ١٦.