أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أبنيته ثلاثة، ووجه انحصارها]

صفحة 292 - الجزء 4

  وعلقى، ويحذف ما زاد عليها؛ فتحذف زيادة من نحو: منطلق، واثنتان من نحو:

  مستخرج ومتذكّر، ويتعيّن إبقاء الفاضل، كالميم مطلقا، فتقول في منطلق: مطالق، لا نطالق، وفي مستدع: مداع، لا سداع، ولا تداع، خلافا للمبرّد في نحو:

  مقعنسس، فإنّه يقول: قعاسس، ترجيحا لمماثل الأصل، وكالهمزة والياء المصدرتين، كألندد ويلندد، تقول: ألادّ ويلادّ.

  وإذا كان حذف إحدى الزّيادتين مغنيا عن حذف الأخرى بدون العكس تعيّن حذف المغني حذفها، كياء حيزبون⁣(⁣١)، تقول: حزابين - بحذف الياء، وقلب الواو ياء، لا حيازين - بحذف الواو - لأن ذلك محوج إلى أن تحذف الياء، وتقول:

  حزابن؛ إذ لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف، أوسطها ساكن، إلّا وهو معتل.

  فإن تكافأت الزّيادتان، فالحاذف مخيّر، نحو: نوني سرندى وعلندى وألفيهما، تقول: سراند أو سراد، وعلاند أو علاد.

هذا باب التصغير

[أبنيته ثلاثة، ووجه انحصارها]

  وله ثلاثة أبنية: فعيل، وفعيعل، وفعيعيل، كفليس، ودريهم، ودنينير.

  وذلك لأنّه لا بدّ في كلّ تصغير من ثلاثة أعمال: ضمّ الأول، وفتح الثاني،


= وقد جمع المتنبي أفعل التفضيل المضاف إلى معرفة في قوله:

أفاضل النّاس أغراض لذا الزّمن ... يخلو من الهمّ أخلاهم من الفطن

فإن جاءت صيغة أفعل المجردة غير المضافة لمعرفة مجموعة كانت بمعنى الصفة المشبهة ولم تكن دالة على التفضيل، ومن ذلك قول الشاعر:

إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ... كراما، وأنتم ما أقام ألائم

فهذا الشاعر قد جمع «ألأم» على ألائم لأنه لم يرد به الأكثر لؤما، وإنما أراد به معنى اللئيم، بدليل أنه جعله مقابل الكرام الذي هو جمع الكريم، فافهم هذا وتفطن له.

(١) الحيزبون - بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الزاي - المرأة العجوز، وفي هذه الكلمة ثلاثة أحرف زائدة، وهي الياء والواو والنون.