أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 265 - الجزء 1

  وقوله:

  [١١٤] -

  فلمّا دعاني لم يجدني بقعدد


= فهو متعلق بقوله: أعجل» و «أجشع» مبتدأ، وهو مضاف و «القوم» مضاف إليه «أعجل» خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: يستشهد النحاة بهذا البيت على أمرين، الأول: في قوله «بأعجلهم» حيث أدخل الباء الزائدة على خبر مضارع كان المنفي بلم، والثاني في قوله:

«بأعجلهم» أيضا، وذلك أنه على صورة أفعل التفضيل ولكن المراد منه معنى الصفة الخالية من التفضيل، وكأنه قد قال: لم أكن بعجلهم، وذلك لأن مقام الفخر يقتضي أن ينفي عن نفسه أصل العجلة، إذ لو نفى الزيادة فيها عن غيره - على ما هو معنى صيغة أفعل - لكان قد أثبت لنفسه عجلة إلى الطعام، غاية ما في الأمر أنه لم يزد فيها عن غيره، وسيأتي ذلك موضحا مفصلا في بابه.

ومن دخول الباء على خبر مضارع «كان» المنفي قول عبيد بن الأبرص:

يا صاح مهلا، أقلّ العذل يا صاح ... ولا تكوننّ لي باللّائم اللّاحي

وقول الحطيئة:

فإلّا يكن مالي بآت فإنّني ... سيأتي ثنائي زيدا بن مهلهل

[١١٤] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

دعاني أخي والخيل بيني وبينه

وهذا البيت من كلمة جيدة لدريد بن الصمة القشيري، يرثي فيها أخاه أبا فرعان عبد اللّه بن الصمة.

اللغة: «دعاني» أراد استصرخني وطلب أن أغيثه «والخيل بيني وبينه» أي: وقد حالت الموقعة واصطفاف الفرسان بيننا «قعدد» بضم القاف وسكون العين المهملة بعدها دال مهملة مفتوحة أو مضمومة - وهو الرجل الجبان اللئيم الدنيء القاعد عن الحرب والمكارم.

الإعراب: «دعاني» دعا: فعل ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «أخي» أخ: فاعل دعا، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «والخيل» الواو واو الحال، الخيل: مبتدأ «بيني» بين: ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وياء المتكلم مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال «لما» ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب بيجد الآتي «دعاني» دعا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه =