أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: العطف على اسم لا مع تكرارها]

صفحة 16 - الجزء 2

  الثاني: رفعهما، إما بالابتداء، أو على إعمال «لا» عمل ليس كالآية في قراءة الباقين، وقوله:

  [١٦٠] -

  لا ناقة لي في هذا ولا جمل


[١٦٠] - هذا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

وما هجرتك حتّى قلت معلنة

وهذا البيت من كلام الراعي، واسمه عبيد بن حصين النميري، بزنة التصغير في اسمه واسم أبيه واسم قبيلته.

اللغة: «وما هجرتك» يروى في مكانه «وما صرمتك» والصرم: الهجر وقطع حبال المودة «لا ناقة لي في هذا ولا جمل» هذا مثل من أمثال العرب يقوله من يتبرأ من الأمر ويباعد نفسه منه، وأول من قاله الحارث بن عباد فارس النعامة حين قتل جساس بن مرة كليب بن ربيعة، وهاجت الحرب بين بكر وتغلب، وكان الحارث بن عباد قد اعتزلها، وقال بعضهم: إن أول من قال ذلك الصدوف بنت حليس العذرية (انظر مجمع الأمثال للميداني ج ٢ ص ١٤٤ بولاق) والمراد لا شيء لي في هذا الأمر.

والحارث بن عباد مما يسأل كثير من الناس عن ضبط اسم أبيه، وهو بضم العين المهملة وفتح الباء مخففة بزنة غراب وتراب، قال مهلهل بن ربيعة:

شفيت النّفس من أبناء بكر ... وحطّت بركها ببني عباد

الإعراب: «وما» الواو حرف عطف، ما: حرف نفي «هجرتك» هجر: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، وكاف المخاطبة مفعوله «حتى» حرف غاية وجر «قلت» قال: فعل ماض، وتاء المخاطبة فاعله، وأن المصدرية مقدرة قبل الفعل، وهي مع الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بهجر، والتقدير: ما هجرتك إلى أن قلت، أي إلى قولك «معلنة» حال من تاء المخاطبة «لا» نافية تعمل عمل ليس، أو مهملة «ناقة» اسم لا، أو مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «لي، في هذا» جاران ومجروران يتعلقان بمحذوف خبر لا أو خبر المبتدأ، أو صفة لناقة ويكون الخبر حينئذ محذوفا «ولا» الواو حرف عطف، لا: يجوز أن تكون نافية عاملة عمل ليس، أو مهملة كالأولى، ويجوز أن تكون زائدة لتأكيد النفي «جمل» إن اعتبرت لا زائدة لتأكيد النفي فجمل معطوف بالواو على ناقة عطف مفرد على مفرد، وإن اعتبرت لا نافية مهملة فجمل مبتدأ خبره محذوف، وإن اعتبرت لا نافية عاملة عمل ليس فجمل اسمها وخبرها محذوف، وعلى هذين الوجهين تكون الواو قد عطفت جملة على جملة، =