[أحدها: من حروف الجر «متى» عند هذيل]
  ولهم في لامها الأولى الإثبات والحذف(١)، وفي الثّانية الفتح والكسر.
= الوافر، وعجزه قوله:
بشيء أنّ أمّكم شريم
اللغة: (لعل) أصل معنى هذا الحرف الترجي، وقال الدنوشري: هو في هذا البيت باق على أصله وهو الترجي، ولا يتعلق بشيء، ولكن الظاهر أنه في هذا البيت بمعنى الإشفاق مثل قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ} اه كلام الدنوشري (إن) يجوز في همزة إن هذه الفتح والكسر: أما الفتح فعلى أن المصدر المنسبك منها ومن معموليها مجرور على أنه بدل من شيء المجرور بالباء، وأما الكسر فعلى الابتداء، وجملتها في مقام التعليل لما قبلها (شريم) بفتح الشين - هو فعيل بمعنى مفعول كجريح وقتيل - والشريم: المرأة المفضاة، أي التي اتحد مسلكاها واختلط أحدهما بالآخر، ويقال فيها: شرماء، وشروم، أيضا.
الإعراب: (لعل) حرف ترج وجر شبيه بالزائد، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (اللّه) مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد (فضلكم) فضل: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لفظ الجلالة وضمير المخاطبين مفعول به، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ (بشيء) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، شيء: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بفضل (إن) حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (أمكم) أم: اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه (شريم) خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة، فإذا قرأت أن بالكسر فجملتها لا محل لها من الإعراب تعليلية، وإذا قرأتها بالفتح فهي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بدل من شيء.
الشاهد فيه: قوله (لعل) حيث استعملها حرف جر فجرّ بها الاسم الكريم.
ومثل هذا الشاهد قول كعب بن سعد الغنوي:
فقلت: ادع أخرى وارفع الصّوت جهرة، ... لعلّ أبي المغوار منك قريب
(١) أما إثبات اللام الأولى فشواهده كثيرة، ومنها بيت الشاهد الذي سبق شرحه (رقم ٢٨٨) ومنها قول الآخر، وهو خالد بن جعفر:
لعلّ اللّه يمكنني عليها ... جهارا من زهير أو أسيد
=