هذا باب الإضافة
= للإطلاق على كل زمان، ولصلتها بالفعل نوع اتصال بسبب كونه يدل على المكان بدلالة الالتزام، ومن ذلك قول اللّه تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} وقوله سبحانه: {وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} وقوله سبحانه:
{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ} وقوله {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ} وقوله {إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ}.
الموضع الثالث: لفظ آية - بمعنى علامة - لأنها قريبة الشبه من ظروف الزمان، ألا ترى أن الأزمنة علامات للأحداث وكونها، وبها ترتب فيقدم ما كان سابقا في الوجود، ومما ورد من إضافة لفظ آية إلى الجملة الفعلية قول زيد بن عمرو بن الصعق:
ألا من مبلغ عنّي تميما ... بآية ما يحبّون الطّعاما
وقيل في هذا البيت: إن (ما) مصدرية، وهي مع مدخولها في تأويل مصدر هو المضاف إليه.
وقول الآخر:
بآية يقدمون الخيل شعثا ... كأنّ على سنابكها مداما
ومثل ذلك قول كثير عزة:
بآية ما أتيتك أمّ عمرو ... فقمت بحاجتي والبيت خال
ومثل ذلك قول الشاعر:
ألكني إلى سلمى بآية أومأت
ومثل ذلك قول الشاعر عمرو بن شأس:
ألكني إلى قومي السّلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
(س ١/ ١٠١).
ومثل ذلك قول سحيم:
ألكني إليها عمرك اللّه يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا
الموضع الرابع: لفظ (ذو) التي بمعنى صاحب، أضيف شذوذا إلى الجملة الفعلية في قول العرب (اذهب بذي تسلم) والأصل أن تضاف هذه الكلمة إلى اسم جنس غير وصف نحو (ذو الفضل) ونحو (ذو المال).
ومعنى قول القائل (اذهب بذي تسلم) هو اذهب بصاحب سلامتك.
وقد أراد قوم من العلماء أن يتخلصوا من شذوذ هذه العبارة، فزعموا أن (ذي) ليست اسما بمعنى صاحب، ولكنها اسم موصول بمعنى الذي، وجملة (تسلم) صلة، ولكنك =