أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ينقسم الضمير إلى بارز ومستتر، وينقسم البارز إلى متصل ومنفصل]

صفحة 78 - الجزء 1


= وسنتكلم على هذه الروايات الثلاث عند الكلام على الاستشهاد بالبيت «ديار» معناه أحد، وديار وأحد كلاهما لا يستعمل إلا بعد النفي وشبهه، وانظر إلى قوله تعالى:

{وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً} يريد لا تترك منهم أحدا، بل استأصلهم، وانظر إلى قوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} يريد أنه سبحانه لا مثيل له ولا نظير. ويقال: ما في الدار من ديار، وما فيها ديور، تريد ما فيها من أحد أصلا.

المعنى: إذا جاورتنا وكنت قريبة منا فإنا نكتفي بجوارك ونقنع بقربك، وليس يعنينا - بعد ذلك - ألا يجاورنا أحد سواك.

الإعراب: «ما علينا» يجوز في «ما» هذه أن تكون اسم استفهام مبتدأ، فهو مبني على السكون في محل رفع، والجار والمجرور بعده يتعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والتقدير أي شيء كائن علينا؟ والاستفهام على هذا إنكاري بمعنى النفي، ويجوز أن تكون «ما» نافية والجار والمجرور بعدها متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: ما علينا ضرر، أو نحوه، أو الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، والمصدر المؤول في «ألا يجاورنا» مبتدأ مؤخر، وإذا رويت «ما نبالي» جاز أن تكون «ما» نافية، والفعل المضارع منفيا بها، وهو مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، وله مفعول محذوف لقصد العموم، والتقدير ما نبالي شيئا، أو مفعوله هو المصدر المؤول في «ألا يجاورنا - الخ» ويجوز أيضا أن تكون «ما» اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، والجملة من الفعل المضارع - وهو نبالي - وفاعله المستتر فيه وجوبا تقديره نحن في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط ضمير محذوف منصوب بالفعل المضارع، وتقدير الكلام: أي شيء الذي نباليه «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب «ما» زائدة «كنت» كان: فعل ماض ناقص، وضمير المخاطبة اسمه «جارتنا» جارة: خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة، وجارة مضاف ونا مضاف إليه «أن» حرف مصدري ونصب «لا» حرف نفي «يجاورنا» يجاور: فعل مضارع منصوب بأن، ونا: مفعول به «إلّاك» إلّا: أداة استثناء، وضمير المخاطبة مستثنى تقدم في الذكر على المستثنى منه فهو مبني على الكسر في محل نصب «ديار» فاعل يجاور، مرفوع بالضمة الظاهرة، ويجوز في المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها أن يكون منصوبا على نزع الخافض، والتقدير: ما علينا في مجاورة غيرك إيانا ضرر، أو أي شيء علينا في عدم مجاورة غيرك إيانا، أو لا نبالي شيئا في عدم مجاورة غيرك إيانا، أو أي شيء الذي نباليه في عدم ذلك. =