[ما يصاغ منه، وأمثلة له]
  تنبيه: إذا قلت (حبّ الرّجل زيد) فحبّ هذه من باب فعل المتقدم ذكره، ويجوز في حائه الفتح والضّمّ، كما تقدّم؛ فإن قلت (حبّذا) ففتح الحاء واجب إن جعلتهما كالكلمة الواحدة.
هذا باب أفعل التفضيل
[ما يصاغ منه، وأمثلة له]
  إنما يصاغ أفعل التّفضيل ممّا يصاغ منه فعلا التعجّب؛ فيقال: (هو أضرب) و (أعلم) و (أفضل) كما يقال: (ما أضربه) و (أعلمه) و (أفضله) وشذّ بناؤه من وصف لا فعل له؛ ك (هو أقمن به) أي: أحقّ، و (ألصّ من شظاظ)(١)، وممّا زاد
= بالذهن بسبب التأخر؛ إذ تفهم أن (ذا) مفعول مقدم، و (زيد) فاعل مؤخر، نعم إن الأصل كون المقدم الفاعل، ولكن جواز تأخره مما لا ينكر، وأيضا فإن معنى هذا التركيب قد اشتهر في معنى غير هذا الموهوم، والاشتهار يبعد سبق الذهن إلى ذلك التوهم.
واعلم أن مخصوص (حبذا) يفارق مخصوص (نعم وبئس) من أربعة أوجه:
الأول: أن مخصوص (نعم) يجوز تقدمه عليها نحو (زيد نعم الرجل) بخلاف مخصوص (حبذا) وقد عرفت هذا في كلام المؤلف.
الثاني: أنه يجوز إعمال النواسخ في مخصوص (نعم) نحو (نعم رجلا كان زيد) بخلاف مخصوص (حبذا) فإن النواسخ لا تعمل فيه.
الثالث: أنه مع اشتراكهما في جواز إعرابهما مبتدأ خبره الجملة قبله أو خبرا مبتدؤه محذوف وجوبا، إلا أن الوجه الثاني في (حبذا) أسهل منه في (نعم) من جهة أن النواسخ تدخل عليه مع نعم، وهي لا تدخل إلا على المبتدأ، فيترجح فيه الوجه الأول.
الرابع: أن تقديم التمييز على المخصوص بعد (حبذا) وتأخير التمييز عن المخصوص سواء في القياس كثير في الاستعمال، وإن كان تقديم التمييز أولى وأكثر، بخلاف المخصوص، بنعم؛ فإن تأخير التمييز عنه - عند جمهور البصريين - شاذ في غاية الندرة.
(١) (شظاظ) بكسر الشين المعجمة، بزنة كتاب - اسم رجل من بني ضبة يضرب به المثل =