[الحالة الثانية: أن يكون اسم التفضيل مقترنا بأل، وأحكامها]
= المؤلف ههنا عجز بيت من السريع، وصدره قوله:
وإنّما العزّة للكاثر
اللغة: (حصى) المراد به ههنا العدد العديد من الأعوان والأنصار، وإنما أطلق الحصى على العدد لأن العرب كانوا لا يعرفون الحساب بالقلم، وإنما كانوا يعدون بالحصى، وبه يحصون المعدود، وقد اشتقوا منه فعلا لهذا المعنى فقالوا: أحصيت، يريدون عددت (العزة) القوة والغلبة، قال الدماميني: (فسر الجوهري العزة بالقوة والغلبة، ولا مانع من جعلها خلاف الذلة) قال أبو رجاء: وأنت لو تدبرت المعنى الذي استدرك به الدماميني واختاره للعزة في بيت الشاهد وجدته لازما من لوازم القوة والغلبة وليس شيئا مستقلا عنهما (للكاثر) الكاثر: يجوز أن يكون بمعنى الكثير، ويجوز أن يكون اسم فاعل من (كثرت بني فلان أكثرهم - من باب نصر - إذا غلبتهم في الكثرة) قال في القاموس: وكاثروهم فكثروهم غالبوهم في الكثرة فغلبوهم، وهذا المعنى أحسن من الأول.
الإعراب: (لست) ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر لا محل له من الإعراب، وتاء المخاطب اسمه مبني على الفتح في محل رفع (بالأكثر) الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الأكثر: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (منهم) جار ومجرور الظاهر أنه متعلق بالأكثر المذكور، وعليه يكون قد جمع بين أل ومن الداخلة على المفضول، ولم يرتض ذلك جماعة من النحاة، وخرجوه على وجوه أخر سنشير إليها في بيان الاستشهاد بالبيت (حصى) تمييز منصوب بالفتحة المقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين (وإنما) الواو عاطفة، إنما: أداة حصر (العزة) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (للكاثر) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ.
الشاهد فيه: قوله (بالأكثر منهم) حيث يدل ظاهره على أن الشاعر قد جمع بين (أل) الداخلة على أفعل التفضيل وبين (من) الداخلة على المفضول عليه، وإنما سبيل (من) أن تأتي مع أفعل التفضيل المنكر، ولذلك خرج العلماء هذا البيت على واحد من ثلاثة أوجه:
الأول: أن (من) هذه ليست متعلقة بأفعل التفضيل الذي معنا. وإنما هي متعلقة بأفعل آخر منكر محذوف، أي: ولست بالأكثر أكثر منهم. =