مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الرابع في ذكر شيء من مسائل الفقه معتمدة عند أئمتنا $ ومختارة عندنا

صفحة 108 - الجزء 1

  ومن ذلك: ما رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، - هو ثقة من رجال البخاري ومسلم -، عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، ومسلم بن يسار المزني - وهو ثقة من رجال البخاري -: أن علي بن الحسين كان يُؤذن فإذا بلغ حي على الفلاح قال: حي على خير العمل، ويقول هو الأذان الأول، وأنه أذان رسول اللّه ÷. وغير ذلك من الروايات.

  وقد روى سعد الدين التفتازاني في حاشية شرح العضد أن حي على خير العمل كان ثابتاً على عهد رسول اللّه ÷، وأن عمر هو الذي أمر أن يكف الناسُ عن ذلك مخافة أن يُثبِّط الناس عن الجهاد ويتكلُوا على الصلاة، وهذا اجتهاد منه لا حجة فيه مع أنها ما كانت تنبغي هذه الرواية عن عمر لأن الاجتهاد لا ترفع به شريعة.

  وأما قول البيهقي في السنن في بابٍ آخر بعد ذكره لما تقدم أن بلالاً كان يُؤذِّن بها، ثم أمره ÷ أن يجعل مكانها الصلاة خير من النوم، فقد قال في شرح كتاب السنة لشيخ الإسلام محمد بن الحسن بن مسعود: روايات التثويب عن أبي محذورة، وحكى ما روى بلال حتى قال: وإسناده ضعيف.

  وفيما ذكرناه كفاية في ثبوت التأذين بحي على خير العمل، ورواياته في كتب أهل البيت $ ومن تبعهم شاهرة ظاهرة.

  واحتج مخالفونا: بأنه لم يذكر في ابتداء الأذان.

  وبقول علي بن الحسين @ هو الأذان الأول، فأفاد أنه منسوخ.

  وبأمر عمر بتركه.