مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الرابع في ذكر شيء من مسائل الفقه معتمدة عند أئمتنا $ ومختارة عندنا

صفحة 122 - الجزء 1

  بنت يزيد أو بنت جعفر سبية، واستولدها محمد بن الحنفية، وكذلك الصهباء بنت ربيعة من بني تغلب واستولدها محمداً آخر، ورقية وعمر، وغيرهم⁣(⁣١).

  مع أن إمامة أبي بكر لم يكن مقطوعاً بها، لأنهم لم يثبتوها إلا بدعوى الإجماع، ولم يستقر إجماع مع خلاف بني هاشم وأفاضل الصحابة، كأبي ذر الغفاري، وعمار بن


(١) اعلم أيها المطلع أن أهل الردة أصناف:

منهم: من ارتد عن الإسلام كالذين أحاطوا بالمدينة، وخرج أمير المؤمنين لقتالهم، وكبني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب، وهؤلاء أجمع الصحابة على كفرهم وقتالهم وسبيهم.

ومنهم: من أنكر وجوب الزكاة أصلاً، وهم كذلك كفار، لإنكارهم ما علم من الدين ضرورة، وذلك تكذيب لله تعالى ولرسوله ÷.

ومنهم: من أنكر وجوب تسليم الزكاة إلى أبي بكر خاصة، وهؤلاء لم يجمع الصحابة على كفرهم وسبيهم، ولم يقاتلهم أمير المؤمنين #، وقد خالف في سبيهم عمر بن الخطاب حتى أنه في خلافته رد السبايا، وأطلق الأسارى منهم، وهؤلاء لم يرتدوا عن الإسلام، وإنما وافق أبا بكر على مقاتلتهم بعض الصحابة بناء على أنهم أنكروا وجوب تسليم الزكاة إلى الإمام من حيث هو، لا بخصوص أبي بكر.

قال الإمام يحيى شرف الدين في سياق كلام ما لفظه: فمما نذكره هنا أنك قد عرفت أن أبا بكر في أول خلافته كان خلاف العرب وكانوا على ثلاثة أصناف كما ذكره أهل الحديث: منهم من ارتد عن الإسلام، ومنهم من منع الزكاة، وهم صنفان: أحدهما من اعتقد سقوط وجوب الزكاة بعده ÷، والآخر من لم يعتقد سقوط الوجوب.

قال الإمام محمد بن عبداللّه الوزير: وحديث الثلاث الفرق مشهور، وقيل: امتنعوا من تسليمها إلا إلى من يفيد النبي ÷ ولايته يوم الغدير واللّه أعلم.

قال الإمام شرف الدين #: وهذان الصنفان لم يخرجوا من الإسلام ... الخ كلامه انتهى من الجزء الثاني من لوامع الأنوار ٥٨٨ و ٥٨٩.

وأما خولة الحنفية أم محمد بن أمير المؤمنين # فقيل أنها من سبايا المرتدين الذين ذكرناهم سابقاً من بني حنيفة، وقيل أنها ليست من السبايا بالكلية فينبغي التأمل والتثبت في مثل هذا، واللّه الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب، تمت إملاء شيخنا مجد الدين المؤيدي #.