مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الرابع في ذكر شيء من مسائل الفقه معتمدة عند أئمتنا $ ومختارة عندنا

صفحة 123 - الجزء 1

  ياسر، والمقداد، وسعد بن عبادة، وغيرهم، بل قال الإمام الحسن بن علي بن داود #: إن الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ثلاثون ألفاً، والقائلون بها سبعون ألفاً، لأن جملة الصحابة في الحرمين مائة ألف، رواه عنه القاضي عامر بن محمد الذماري.

  لأن الذين حكموا عليهم بالردة لأجل إنكارهم أن الزكاة إلى الإمام لمّا عرفوا هذا من دين رسول اللّه ÷ ضرورة.

  وممن أجمع الصحابة على ردته: كندة بحضرموت، لسبب يتعلق بالزكاة، وهو أخف وأهون من هذا، وذلك أن زياد بن لبيد | أخذ منهم الزكاة فخرج في سهم الصدقة ناقة نفيسة تسمى شذرة، فأراد صاحبها إبدالها بجمل آخر، فكره ذلك زياد فتداعى الأمر إلى الحرب، فقام مع زياد البعض، ومع صاحب الناقة البعض، فأجلب عليهم المسلمون، وحكموا بردتهم، وقتلوهم وسَبوْا ذراريهم، وكانت شذرة أشأم من البسوس بين بكرة وتغلب.

  ومن ذلك: ما كان من بني ناجية، فإنهم طلبوا من علي # إلحاق نسبهم بقريش فلم يصح له ذلك، فوجِدوا عليه، ومنعوا من تسليم الصدقة إليه عامين عام صفين والعام الذي قبله، حتى فرغ لهم وقتلهم وسباهم، وأخذ من سبيهم، فما ترى في حال هؤلاء ومقاتلتهم وحكمهم⁣(⁣١).

  وأما كلام الأئمة وإجماعهم على أن الإمام متى طلبها من كل من أمكنه إيصالها وجب عليه ذلك وإلا حورب: فشاهر ظاهر، كما رواه الهادي في قتل أهل مجز


(١) هم ارتدوا فعلاً، هذه أسباب الردة وليست تلك الأسباب هي الردة بنفسها، لأن بني كندة أصحاب الأشعث بن قيس وبني ناجية ارتدوا بعد ذلك عن الإسلام، هذا معلوم من السيرة، واللّه ولي التوفيق. تمت إملاء مولانا #.