مولده ونشأته
  من خاض في بحار العلوم، فاستخرج الدقائق، ووقف على خفيات الحقائق، مولانا أمير المؤمنين وسيد المسلمين، المهدي لدين الله رب العالمين أيد الله الدين ببقائه، وضاعف به الرحمة على أوليائه، وأعظم به النقمة على أعدائه، وأحيا به الميت من الإسلام، وأشاد به ما اندرس من الأحكام، وكان له خير ناصر ومعين، وحفظه بما حفظ به الذكر المبين.
  ٥ - وقال السيد العلامة المؤرخ محمد بن إسماعيل الكبسي في شرح تتمته للبسامة:
  العلامة النحرير، الفهامة الجهبذ الكبير، القابض على مشكلات المسائل، والمزري بسحبان وائل، والآتي - وهو الأخير زمانه - بما لم تستطعه الأوائل، ذي الأخلاق العاطرة، والسجايا التي هي روضة ناضرة، والفهم الثاقب، والنظر الصائب، سيف الإسلام، وحواري مولانا الإمام - (يعني بذلك الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد) - وصدى صوته، وسلمان بيته، والمقدم في الأعمال، والفرد الكامل في جميع الخصال، وُليّ النيابة عن الإمام في مدينة صنعاء، وتصدر عن شيخ الإسلام في القضاء الأكبر، فحسن في ذلك أثره، وطاب خُبرُه وخَبرُه.
  ثم ذكر أبياتاً للإمام المهدي إلى السيد العلامة المؤرخ محمد بن إسماعيل الكبسي وذكر أبياتاً فأجاب عليه الكبسي بقوله:
  أُقسم بالليل إذا يسري ... حقاً وبالشفع وبالوتر
  وبالنجوم الزاهرات التي ... تضيء للساري إذا يسري
  والشمس إذا تُضحي وأنوارها ... تسطع من منتشر الفجر
  إنك يا بدر الهدى في الورى ... وفي الذكاء نادرة الدهر
  وإنك العلامة الفرد في ... فنون أهل العلم تستقري