مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل]

صفحة 151 - الجزء 1

  كالخالق والرازق والجواد ونحوها، وقولنا: إن علم اللّه تعالى غير متناهي، فهل المعلومات غير متناهية كالعلم أم لا؟.

  والجواب: أن صفات اللّه تعالى انقسمت إلى قسمين: صفة الذات، وصفة الفعل، وانقسامها باعتبار معانيها:

  فإن صفة الذات: هي الذات من غير وجود شيء آخر، يعني أنه لم يكن هناك شيء زائد على ذاته تعالى، وإنما سمي بها من حيث وجوده وحياته وقدمه وقدرته ونحو ذلك.

  وصفة الفعل: ما ثبت له تعالى من الصفات باعتبار التعلق بشيء آخر، كالخالق والرازق والصمد والمتفضل، فإنها باعتبار المخلوق والمرزوق ونحوهما، ولا يمتنع اتصافه تعالى بها في الأزل حقيقة، كما هو اختيار الإمام القسم بن محمد # ومن معه، على معنى أنها حاصل بالقوة⁣(⁣١) وإن لم تحصل بالفعل،


(١) قال السيد الإمام أبو عبداللّه قاموس آل محمد ÷ محمد بن القاسم بن إبراهيم À، وكذلك كان رحيماً ولا مرحوم بالقوة التي يرحم بها المرحوم، إذ خلقه ورضاه الرحمة وأنها عنده محمودة من فعله للأمة، ولا يجوز أن يقال: إن اللّه لم يزل لهذه المخلوقات فاعلاً قبل فعلها، ولكن يقال كان خالقاً بالقوة إذا أراد أن يخلقه.

إلى قوله: وحكيم بقدرته التامة على الحكمة، ولا محكمات قبل خلقه لها إلى آخر كلامه عليه أزكى صلوات اللّه وسلامه.

وقال الإمام الموفق باللّه أبو عبداللّه الحسين بن إسماعيل الجرجاني @ في كتاب الإحاطة: فأما من قال إنه تعالى لم يزل جواداً عدلاً، إن أراد بذلك أنه بالصفة التي يصح أن يجود ويعدل في =